بقلم محمد كريشان: بوتفليقة لا يحتاج الى الجزائر !

ضربتان على الرأس تِدْوِشْ!! إهانتان من الحجم الثقيل لحقتا بالجزائريين في أقل من أسبوع: الأولى عندما يأتي مرشح للانتخابات الرئاسية على كرسي متحرك ليدلي بصوته، والثانية عندما يفوز هذا المرشح البالغ السابعة والسبعين بولاية رئاسية رابعة في بلد ثلاثة أرباع سكانه تقريبا دون سن الثلاثين.
..



ضربتان على الرأس تِدْوِشْ!! إهانتان من الحجم الثقيل لحقتا بالجزائريين في أقل من أسبوع: الأولى عندما يأتي مرشح للانتخابات الرئاسية على كرسي متحرك ليدلي بصوته، والثانية عندما يفوز هذا المرشح البالغ السابعة والسبعين بولاية رئاسية رابعة في بلد ثلاثة أرباع سكانه تقريبا دون سن الثلاثين.

هؤلاء المحيطون بالرئيس، أو الذين دفعوا به إلى سدة الحكم من جديد ليحميهم ويحتموا به، لم يفكروا في الأثر المدمر لما فعلوه على صاحبهم نفسه قبل أن يكون ذلك على سمعة البلاد وكرامتها.

لا فائدة في استعراض كم التعليقات اللاذعة والرسوم الساخرة التي أعقبت الحدثين، فبعضه مسيء للغاية في حق من كان أصغر وزير في حكومة الاستقلال عام 1962 وعمره لا يتجاوز الخامسة والعشرين، وما كان له أن يرضى لنفسه أن يذكره التاريخ بهذه الخاتمة عوض البداية المشرفة، وما بينهما من تألق الرجل وزيرا للخارجية في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين وكذلك رئيسا للجمهورية أعاد في بداية حكمه السلم لبلاده بعد سنوات الجمر الرهيبة.

مع ذلك يمكن التوقف مع ما كتبته مثلا الروائية الجزائرية أحلام المستغانمي في تغريدة على حسابها في تويتر بعد إعلان النتائج االيوم بكيت، كنا نريد إنقاذ البلاد، ونجحوا في إنقاذ الفسادب فيما وصل الأمر بآخرين حد الرغبة في التواري هربا من نظرات مستهزئة وتعليقات لاذعة. جـــزائري آخر علق بالقــول اصحيح أن الجزائر لديها رئيس مقعد، لكن أليس أفضل من رئيس يرميه الشعب بالحجارة ورئيس حكومة تحتجزه المليشيات المسلحة؟!!ب في إشارة إلى ما كان تعرض له ذات مرة الرئيس التونسي منصف المرزوقي ورئيس الحكومة الليبي علي زيدان. ملاحظة قد تكون في محلها ولكن عيبها في هذا المنطق المحبِـط الذي يقف وراءها والمستعد لقبول أي شيء وفق مقارنات تكرس رضى مستفز بالدونية، مع أن المثل الفرنسي الفرنسي يقول بأن المقارنات لا تعني الصواب.

مؤيدو بوتفليقة يقولون بأن الرجل يعتزم في القريب القيام بمجموعة إصلاحات ديمقراطية عديدة، كما سيفتح آفاقا تنموية رحبة أمام الشباب العاطل والغاضب وسيوظف إمكانات البلاد الغنية في عملية تنمية يعود خيرها على الجميع. قد يكون هذا صحيحا، ولكن من الذي منعه من أن يفعل ذلك طوال خمسة عشر عاما كاملة ؟!!. من نكد الدهر أن البلد الذي سطر أكبر ملحمة أسطورية لنيل استقلاله يجد نفسه اليوم بعد 52 من تحرره من الاستعمار الفرنسي، وبسبب هذه الانتخابات ونتائجها تحديدا، في مشهد ربما ما كان لمليون شهيد أن يدفعوا حياتهم ثمنا للوصول إلى البؤس الذي يمثله. أحد المتحمسين لبوتفليقة وصل به التزلف حد القول أن هذا الرجل تحتاجه البلاد في وقت ليس هو في حاجة إليها!!

شيئان أساسيان أثبتتهما نتائج الانتخابات الجزائرية: الأول أن المتحكمين الحقيقيين في البلاد، سواء من جنرالات الجيش أو بارونات الفساد، لم يسعفهم الحد الأدنى من الخيال الذي يسمح لهم بمواصلة حماية مصالحهم دون فضائح، أما الثاني فهو أن ما يسمى االعالم الحرب أثبت انتهازية ولؤما لا حدود لهما بردود فعله المتسامحة تجاه ما جرى من مهزلة انتخابية. مع ذلك، هل يجوز أن يلام هؤلاء أو أولئك طالما أن الشعب الجزائري نفسه سمح، بشكل أو بآخر ولهذا الاعتبار أو ذاك، بحدوث ما حدث؟!!

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.