انترنيت : قمة عالمية في البرازيل تفتح الباب لزحزحة الهيمنة الأمريكية على الشبكة

التأمت يومي 23 و 24 أفريل بساو باولو بالبرازيل قمة عالمية ذات أهمية بالغة لكل مستعملي الانترنيت في العالم وتأتي القمة العالمية للانترنيت بدعوة من الرئيسة ابرازيلية ديلما روساف وبعد قضية سنوادون الجاسوس الأمريكي الذي فضح ضخامة ما تقوم به بلده من تجسس على الانترنيت ،التجسس الذي طال الأصدقاء الأقرب للولايات المتحدة الأمريكية مثل ألمانيا وفرنسا . وقد نجحت هذه القمة الكبرى في وضع اللبنات الأولى لحوكمة عالمية للانترنيت تتحرر في الواقع من هيمنة الأمريكان عليه الهيمنة المستمرة منذ نشوؤه عندهم بالطبع…

وقد شارك في القمة خليط متنوع من المؤسسات الخاصة الفاعلة في الشبكة العالمية وممثلون عديدون عن منظمات المجتمع المدني العالمية ومعاهد فنية تشتغل على الجوانب التقنية للشبكة إضافة إلى العديد من الحكومات المهتمة بالأمر…

وكانت الحكومة الأمريكية قد استبقت الموجة منذ شهرين تقريبا عندما قبلت بأن يحور نظام العمل الذي يحكم حالية هيئة الأيكان(ICANN) وهي الهيئة التي تتحكم في أسماء النطاق ( l\’Icann ("Internet Corporation for Assigned Names and Numbers"في كل أنحاء العالم والتي من المرشح أن تتحول تدريجيا إلى حكم تشاركي عالمي عوض الوضع الحالي الذي تتحكم فيه الولايات المتحدة…

ويفرض الاتجاه المنادي بتعددية التصرف نفسه تدريجيا ويدعو المشاركون في قمة ساو باولو إلى حوكمة الانترنيت كشبكة وحيدة ومفتوحة على كل الفرقاء فيها ذات مرونة عالية ولامركزية قوية مثلما أعرب عن ذلك البيان الختامي للقمة…

ولكن العديد من المختصين وعلماء الإعلامية يقللون من أهمية سيطرة الولايالت المتحدة على الشبكة والتي يردونها لأسباب تاريخية أكثر من أي شيء آخر. فها أن الأستاذ فينت سارف ، نائب رئيس شركة غوغل العملاقة وأحد الآباء المؤسسين للشبكة العالمية يؤكد في تصريح لوكالة فرانس براس على هامش قمة ساو باولو (أن سيطرة الأمريكان ليست سوى أسطورة كبيرة ولا يمكن أن نقسم الانترنيت حسب خط مستو لنقول هذا لي وذالك لك..ولكن الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال تتمتع بموقع تفاضلي خاصة على مستوى أسماء النطاقات وهذا يجب أن يتوقف الآن…).

ولقد خيم طيف قضية التصنت والتجسس عبر وكالة الأمن الأمريكية وبرز في تدخلات كل من الرئيسة ديلما روساف وكذلك المستشارة الالمانية أنجيلا ماركل والرئيس المكسيكي نيتو وغيرهم وقد دعت القمة بوضوح إلى سحب حقوق الانسان المحمية في المواثيق الدولية إلى داخل الشبكة وعلى حق الانسان في الحماية القانونية ضد كل جمع للمعلومات غير قانوني في إشارة واضحة لموضوع التجسس الامريكي على المعلومات في الشبكة العالمية …

كما أشارت القمة العالمية أيضا إلى الهوة الرقمية بين الذين تتوفر لديهم إمكانية الولوج إلى الشبكة والمحرومين من ذلك وهم يمثلون ثلثي البشرية حاليا…لأن حق الولوج المتساوي للجميع هو الوحيد الضامن لديمقراطية حقيقية على الشبكة والضامن لأن تتحول الشبكة حقيقة لوسيلة عامة للتنمية البشرية في كل ربوع المعمورة حسب ما ورد في خطاب الرئيسة البرازيلية ديلما روساف…