قدرت الخارجية الأمريكية عدد الإرهابيين الذين قضت عليهم مصالح الأمن الجزائرية، السنة الماضية، بـ 200 إرهابي، فيما أوقفت 545 شخص في قضايا متعلقة بالإرهاب. وسجلت واشنطن أن الجزائر تبقى “شريكا مهمّا لها” في مجال مكافحة الإرهاب مشيرة إلى “الجهود الكبيرة” التي تبذلها قوات الأمن الجزائرية في …
قدرت الخارجية الأمريكية عدد الإرهابيين الذين قضت عليهم مصالح الأمن الجزائرية، السنة الماضية، بـ 200 إرهابي، فيما أوقفت 545 شخص في قضايا متعلقة بالإرهاب. وسجلت واشنطن أن الجزائر تبقى "شريكا مهمّا لها" في مجال مكافحة الإرهاب مشيرة إلى "الجهود الكبيرة" التي تبذلها قوات الأمن الجزائرية في إفشال العديد من العمليات الإرهابية، وكذا "الدور الأساسي" الذي تلعبه الجزائر في تحسيس بعض الدول في إطار مكافحة دفع الفدية مقابل إطلاق سراح الرهائن.
جاء تقرير كتابة الدولة الأمريكية العالمي لسنة 2013 حول مكافحة الإرهاب الذي نشر مساء الأربعاء، "إيجابيا" في حق الجزائر. وأوضح أنه خلال 2013 "قامت قوات الأمن الجزائرية بإفشال الكثير من الاعتداءات الإرهابية واستمرت في ممارسة الضغط على شبكة القاعدة في المغرب الإسلامي إضافة إلى مصادرتها لعتاد ومخابئ للأسلحة وقيامها بعزل شبكةالقاعدة في المغرب الإسلامي جغرافيا".
وقدم التقرير عددا للإرهابيين الذين تم القضاء عليهم اعتمادا على ما تم نشره في الجرائد الوطنية، ووقف عند رقم 220 هالك، وتوقيف 545 في قضايا متعلقة بنشاطات إرهابية واستسلام 27 آخر. وتحدث التقرير عن بعض العمليات الإرهابية عبر الحواجز المزيفة والاختطاف وتفجير القنابل، لكنه توقف بشكل من التفصيل عند الاعتداء الإرهابي بالموقع الغازي تيڤنتورين، وقال إنه جرى احتجاز 800 عامل، وخلف مقتل 39 رهينة بينهم 3 أمريكان.
وأكدت الخارجية الامركية أن الجزائر تبذل جهودا كبيرة لمواجهة التهديدات الأمنية التي أصحبت معزولة، وربطت التهديدات ضد الجزائر بالأوضاع في دول الجوار، وأشارت "إلى أن الوضع الأمني السائد في الدول المجاورة للجزائر والتهديد بشن هجوم انتقامي بعد التدخل العسكري الدولي في مالي وانتشار الأسلحة المهربة في ليبيا وأعمال العنف الضعيفة المسجلة في مناطق الجنوب وعلى طول الحدود الجزائرية- التونسية، ساهمت في مجملها في التهديد الإرهابي في الجزائر".
كما تناولت كتابة الدولة الأمريكية المقاربة الجزائرية الخاصة بمكافحة تمويل الارهاب التي تقوم على رفض دفع الفدية للجماعات الإرهابية مقابل تحرير الرهائن، وتشير في هذا الشأن إلى أن "الحكومة الجزائرية تنتهج سياسة صارمة ودون تنازلات إزاء الأشخاص أو الجماعات الإرهابية التي تحتجز مواطنيها كرهائن". وأضافت كتابة الدولة الأمريكية أن الجزائر "تلعب دورا أساسيا في إطار جهود المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب من أجل تحسيس الحكومات بأهمية تفادي دفع الفدية للتنظيمات الإرهابية".
وأشار التقرير أن الحكومة الجزائرية لديها "الإرادة والقدرة على تعطيل النشاط الإرهابي والإجرامي، وتحدث عن رفع سلك الشرطة من 166348 إلى 200 ألف، مع تحديث منظومة الشرطة، وثمن التطور الذي يعرفه سلاح الدرك الوطني، خاصة معهد الإجرام ببوشاوي، كما عرج على مختلف مصالح الأمن، دون ان يغفل التعديلات التي أقرها الرئيس بوتفليقة على دائرة الاستعلام والأمن-المخابرات- بحل مصلحة الضبطية القضائية على مستواها، وإسناد بعض مصالحها إلى وصاية قائد أركان الجيش الوطني الشعبي.
وفي سياق حديثه عن آليات مواجهة التطرف الديني، عرج تقرير الخارجية الأمريكية، على مؤسسة المسجد، وقال إن الحكومة هي التي تدفع رواتب الأئمة، وأن قانون العقوبات يتضمن عقوبات صارمة ، بما في ذلك الغرامات وعقوبات السجن ، لأي شخص آخر غير الإمام المعين من طرف الحكومة، وذكر كذلك أن الحكومة تراقب المساجد كما تحظر استخدام المساجد كأماكن اجتماع عام خارج ساعات الصلاة العادية، وأن الحكومة لديها السلطة والموافقة على الخطب قبل أن يتم تسليمها خلال صلاة الجمعة، ونبه إلى أن وزارة الشؤون الدينية "هي المسؤولة عن وضع سياسات لتوظيف المعلمين في المدارس القرآنية والتأكد من أن جميع الأئمة مؤهلون بشكل جيد واتباع المبادئ التوجيهية الحكومية بهدف وقف التطرف.