تخشى تونس التي تخوض حربا داخلية ضد الإرهاب في جبل الشعانبي بالقصرين والمرتفعات الجبلية الأخرى من أن تؤدي الفوضى في ليبيا إلى تسريب المزيد من الأسلحة وتسلل العناصر الإرهابية إلى أراضيها.
وقد حذر الخبير الاستراتيجي في الشؤون الأمنية والعسكرية والمختص في الاستشراف ومكافحة الارهاب مازن الشريف من تداعيات التدهور الأمني الذي تعيشه ليبيا منذ أيام على الأوضاع الأمنية في تونس.
وبين الشريف في تصريح للمصدر اليوم الأربعاء 30 جويلية 2014 أن ليبيا أضحت بؤرة عالمية للارهاب وما يحصل فيها ستكون له تداعيات خطيرة ووخيمة على البلاد التونسية المتاخمة لها من الحدود الجنوبية والشرقية ومن شأنه أن يزيد من ارباك الوضع ببلادنا خاصة في ظل تقدم المجموعات الجهادية وانتصارها على قوات حفتر.
وتوقع أن تشهد تونس ضربات ارهابية عنيفة مشيرا الى ما يحصل في ليبيا سيحرك الخلايا الارهابية النائمة في تونس وسيمكن أيضا من تسلل ناصر ارهابية من ليبيا الى التراب التونسي.
وقال الشريف أن تونس ستتضرر في جميع الأحوال ففي حال فازت المجموعات الجهادية في معركتها في ليبيا وتمكنت من السيطرة فان هذا سيقوي شوكتها ويجعلها تفكر في توسيع تحركاتها الى تونس لزعزعة امنها ومن ثمة تتحول الى الجزائر وفي حال خسرت وانهزمت فستحاول هذه المجموعات الهروب أيضا الى تونس
وتابع الخبير الاستراتيجي في السياق ذاته أنه وفي حال حصول تدخل أجنبي في ليبيا وهو محتمل جدا على حد تعبيره فان هذا أيضا ستكون له عواقب وخيمة على تونس حيث ستتكاثف المجموعات الارهابية وتتحرك من مختلف دول افريقيا وستدعو للجهاد.
هذا ويتواصل تدفق الليبيين بأعداد متزايدة لليوم الثالث على التوالي خلال عطلة العيد باتجاه معبر رأس جدير الحدودى مع تونس هربا من الأوضاع الأمنية المتدهورة وعلاوة على الليبيين يشهد المعبر تدفق عدة جاليات أجنبية وبعثات دبلوماسية غربية وعاملين بشركات أجنبية إضافة إلى التونسيين العاملين بليبيا في ظل تصاعد أعمال العنف والهجمات المسلحة بين المليشيات المتناحرة في العاصمة طرابلس.