أثارت القرارات الأخيرة لوزارة التربية بخصوص اعادة مناظرة السيزيام والتاسعة أساسي وادراج اللغة الفرنسية لسنة الثانية واللغة الانقليزية للسنة الثالثة ابتدائي بالاضافة الى التقليص من نسبة 25 % للبكالوريا الى 20 % التي من المنتظر أن يتم الشروع في العمل بها بداية من السنة الدراسية الحالية ردود أفعار متباينة وانتقادات لاذعة في الأوساط الاجتماعية في تونس.
وقد اعتبرت النقابة العامة للتعليم الابتدائي أن هذه القرارات ستكون لها نتائج سلبية وهو ما أكده كاتب عام النقابة الطاهر ذاكر الذي قال أن هذه القرارت ستزيد من ضعف مردودية التلاميذ لأنها قرارات اتخذت دون الاعداد لها كما ينبغي.
وأضاف الطاهر ذاكر في تصريح للمصدر اليوم السبت 6 سبتمبر 2014 أن وزارة التربية اتخذت هذه القرارت بصفة أحادية وارتجالية دون تشريك المجتمع المدني ونقابات التعليم والمعلمين مشيرا الى أن هذه القرارات تدخل في اطار الاعداد لحملة انتخابية وهو ما تقوم به مجموعة داخل وزارة التربية على حد تعبيره.
وتسائل ذاكر لماذا يتم اتخاذ قرارات تهم مستقبل أبناء تونس بهذه الطريقة المسقطة وفي هذا التوقيت بذات وما الغاية منها؟
وشدد في ذات السياق على أن هذه القرارات ليست وليدة عمل مشترك ومن شأنها مزيد اضعاف مردودية التلاميذ لأن التلاميذ درس على أساس منظومة معينة ولا يمكن تغيير المنظومة فجأة وفي ليلة وضحاها متابعا “سنقوم بجملة من التحركات ضد هذه القرارات مع بداية العودة المدرسية للفت انتباه الرأي العام الى خطورة هذا الموضوع ولن نسمح بالتلاعب بمستقبل أبنائنا.”
وبين ان المنظومة التربوية تحتاج الى اصلاح جذري عميق يتطلب استشارة وطنية واسعة مع خبراء التربية والفاعلين في المنظومة التربوية من متفقدين ومرشدي اعلام واساتذة ومعلمين وغيرهم.
الموقف ذاته عبر عنه كاتب عام نقابة متفقدي التعليم الابتدائي نور الدين الشمنقي الذي أكد أن هذه القرارات أحادية الجانب ولها خلفيات سياسية داعيا وزير التربية الى التراجع عنها خاصة وأنها اتخذت في توقيت غير مناسب وقبل العودة المدرسية بقليل ومن شأنها ارباك التلاميذ.
ومن جانبهم أكد مختصون من أهل القطاع على غرار أستاذ العلوم الطبيعية ومدير مؤسسة تربوية “الجيل للتفوق المدرسي” بلقاسم شوكات أن هذه القرارات من شأنها تحسين مستوى التلاميذ وتكوين كفاءات وطنية مشيرا أن ادراج اللغتين الفرنسية والانجليزية من شأنها تحسين قدرات التلميذ اللغوية وأيضا التدرج في الغاء النسبة 25 % سيساهم في اعادة المصداقية لشهادة البكالوريا.
وفي المقابل تباينت المواقف في صفوف الأولياء بين مرحب بهذه القرارات وبين رافض ومنقد خاصة وأن القرارات جاءت متأخرة نوعا ما.
أجواء تتسم بالتشنج وقد نشهد مع انطلاق العودة المدرسية اضطرابات كثيرة هذه السنة بين مختلف نقابات التربية ووزارة التربية ففي الوقت الذي أعلنت فيه نقابة التعليم الثانوي مقاطعة العودة المدرسية حتى تمكين الأساتذة من مستحقاتهم أتت الآن القرارات الوزارية الاخيرة لتزيد الطين بلة.