أعلن رئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل نصر بن سلطانة على صفحته الرسمية على الفيسبوك استقالته من رئاسة المركز وذلك احتراما لاستقلالية هذا المركز بعد إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية وعدا بمفاجأة في برنامجه الانتخابي.
وفي ما يلي النص الكامل لاستقالته:
“إحتراما لإستقلالية المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل وإبعاده عن التجاذبات السياسية، قررت كما أعلنت عن ذلك يوم الإعلان عن ترشحي لرئاسة الجمهورية الإستقالة من رئاسة هذا المركز آملا أن تتطور أنشطته ومساهماته أكثر مما سبق.
وإذ أعلن اليوم هذا القرار بصفة رسمية فإني أشيد بما وجدته من كل الزملاء والأصدقاء بهذا المركز من تعاون وتفهم حتى من اختلفت معه وأعبر لهم عن إحترامي وتقديري لهم وأعتذر لكل من يمكن ان أكون قد أسأت إليه عن غير قصد خلال هذا النشاط. كما أشكر كل منخرطي هذا المركز على ثقتهم والإعلاميين الذين واكبوا نشاطنا وتفاعلوا معه بكل حرفية وصدق.
لقد كان هذا المركز كما يعلم جميع أعضاء هيئته التنفيذية في تركيبته الأولى ( العميد مختار بن نصر،رفيق الشلي، الشيخ فريد الباجي، الدكتور علية العلاني، الدكتور لطفي المشيشي، زياد الهاني، مازن الشريف، عزالدين سعيدان ) نتيجة للمساعي التي قمت بها لدى كل هؤلاء فردا فردا لجمعهم في هيكل قادر على القيام بما قام به من نشاط وتوعية من خطر الأوضاع التي كانت تعيشها بلادنا في وقت إختار فيه آخرون الإستكانة طلبا للسلامة. فقد كان ثمن الكلام والتحدي حينها يصل حد التصفية الجسدية ولم نتراجع ولم يتراجع أصدقائي. تفاعلوا بإيجابية مع المساعي التي قمت بها وكان اول من فاتحته في الموضوع العميد مختار بن نصر. عملنا بكل صدق للدفاع عن الوطن ومصالحه وتجاوزنا عديد الخطوط الحمراء صادقين مع الشعب التونسي ومع أنفسنا ليس لنا من وازع إلا حب الوطن والخوف من أن يسقط في نفق مظلم لفكر أظلم.
أستقيل اليوم من المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل بعد توجيه مراسلة رسمية في الغرض إلى العميد مختار بن نصر بصفته نائبا للرئيس، وكلي مشاعر فياضة تجاه هيكل قدمت من خلاله بالتعاون مع أصدقائي أقصى مجهوداتي لإنجاحه وليصبح له هذا المكانة في ظرف أقل من سنة من تكوينه، مكانة ساهم جميع أعضاء المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل في تكوينها كل حسب اختصاصه ومجهوداته. كالآب حين يودع إبنه حنين وحزن وشوق وأمل في ان يراه أفضل منه.
أقول هذا متمنيا التوفيق لأصدقائي ومواصلة النجاح والرقي بالمركز التونسي لدراسات الأمن الشامل لما هو أفضل ومتمنيا لنفسي النجاح في مساري الجديد الذي اخترته إيمانا مني بأني قادر على تقديم الأفضل لوطني من خلال موقعي الجديد الذي أسعى إلى الحصول عليه لخدمة البلاد والعباد وتحقيق التالي : إعادة الأمن إلى تونس في أقرب الآجال والقضاء بصفة كبيرة على الإرهاب، استعادة هيبة الدولة ومؤسساتها داخليا وخارجيا، إستعادة نسق التنمية وتوفير متطلبات العيش الكريم، تحسين الظروف الإجتماعية للطبقات المتوسطة والفقيرة والمهمشة، تحقيق العدالة الإجتماعية والتوازن الجهوي والتوزيع العادل للثروات الوطنية. كيف ؟ برنامجي الإنتخابي سيبين ذلك لاحقا مع إجراءات أخرى ستمثل مرة أخرى مفاجأة جديدة.”