روضة بوطار يتواصل الوضع البيئى بجربة حومة السوق بالخصوص على حاله فى تأزم ازاء ما تشهده المنطقة من تواصل تراكم النفايات وتكدسها على طول الطرقات وبالاحياء والشوارع والساحات رغم محاولات متواضعة لتنظيف وسط المدينة وازالة بعض من النقاط السوداء بها.
غير أن هذه المحاولات توقفت حاليا لعدم وجود مكان ترمى به الفضلات المجمعة وخاصة بعد تفطن المجتمع المدنى لردم مصالح البلدية الفضلات بمحيط قاعة رياضية وسط مدينة حومة السوق ليتم ايقاف هذه العملية والتحرك لمنع مثل هذه الممارسات.
كما لم تجد أغلب الوعود والقرارات المعلنة من الجهات الرسمية لمعالجة الملف طريقها للتنفيذ على الواقع من ذلك اعلان كاتب الدولة المكلف بالشوون الجهوية الشهر الماضى أنه سيتم التوصل الى حلول للمشكل البيئى فى جربة فى غضون عشرة أيام متحدثا انذاك عن تقنية جديدة يمكن اعتمادها ظرفيا فى الحرق المراقب للنفايات بواسطة الة سيقدمها شخص مقيم بالولايات المتحدة الامريكية تقوم بحرق مائة طن من الفضلات فى اليوم.
وعلى الميدان تواصل اعتماد حاويات كبيرة الحجم تم اقتناوها بمناسبة عيد الاضحى لتكون بمثابة مصبات متنقلة.
ولكن هذه القرارات ظلت مجرد وعود اذ منذ امتلاء الحاويات الكبيرة الحجم فى عيد الاضحى تم رفعها ولم ترجع الى اليوم حتى أن اثنين منها لا تزال ممتلئة بالفضلات منذ مدة طويلة وتركت فى مدخل الجزيرة من جهة القنطرة قبالة وحدة حفظ النظام بما تسببه من انبعاث لروائح كريهة وحشرات.
فلا حديث فى الجزيرة اليوم عن وصول أى كان لتقديم اليات الحرق المراقب من امريكا بحسب معتمد حومة السوق الذى يرأس لجنة تسيير البلدية.
ويجدر التذكير أيضا باعلان كاتب الدولة للتنمية المستديمة عن انطلاق الدراسات المتصلة بمشروع التصرف فى النفايات وعن انطلاق برنامج مع الاتحاد الاوروبى لفرز النفايات وتسميدها منذ مدة غير أن الوضع البيئى بالجزيرة لم تلح فى أفقه أية خطوة جدية تفضى الى الانفراج بل ان تداعيات المشكلة السلبية تبدو مرشحة لان تطول أكثر.
فعلى المستوى الصحى يظل الوضع الوبائى تحت السيطرة لكنه لا يحتمل تواصل الوضعية على ما هى عليها بشهادة أهل الاختصاص فضلا عن التداعيات الاقتصادية وخاصة على القطاع السياحى الذى تأثر كثيرا بأزمة النفايات.
وتعول لجنة تسيير البلدية على مقترح جاء بمبادرة من خلية الازمة التى تكونت على هامش الوضع البيئى لتنسيق جهود ومبادرات المتدخلين فى هذا الشأن ومن المجتمع المدنى.
ويتمثل هذا المقترح فى وضع حاوية عازلة داخل الجزيرة هى بمثابة كيس سميك يوضع داخل خندق ترمى فيه الفضلات مع وضع مادة الجير ومواد معطرة ومبيدات بشكل يمنع تسرب وتحلل الفضلات فى التربة على أن يتم رفع الكيس عند امتلائه وفق ما أفاد به معتمد حومة السوق ورئيس لجنة تسيير البلدية.
وأوضح أنه تم قطع أشواط مهمة فى الاستعداد لتنفيذ هذا المقترح بعد أن تم توفير كل المعدات المادية واللوجستية للغرض على أن يقع هذا الاسبوع الانطلاق فى العملية وتهيئة المكان المناسب مشيرا الى مشاركة خلية الازمة فى التحسيس والتوعية باعتماد عملية الفرز من المصدر لانجاح هذا المقترح وتوزيع أكياس فى بعض الاحياء لفرز النفايات.