اعلنت حركة وفاء في بيان لها اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2014 ان مرشحها للرئاسية عبد الرؤوف العيادي انسحب رسميا من السباق الرئاسي بسبب عدم نزاهة الانتخابات وما شابها من تجاوزات على غرار استعمال المال السياسي والدعم الخارجي المادي والسياسي.
وفي ما يلي نص البيان:
«لقد أتاحت ثورة 2010/12/17 المباركة للشعب التونسي و لأول مرة في تاريخه حرية اختيار من يحكمه، و هو ما كان يعني لشعب عاش وصاية نظام دكتاتوري استمر على مدى اكثر من خمسة عقود كرس سياسة التبعية للقوى الخارجية – استرداد حقه في تقرير مصيره و التطلع الى بناء دولة وطنية تكفل للمواطن شروط العيش المادي و المعنوي الكريم بما كان يقتضي تفكيك منظومة الفساد والاستبداد صناعة التبعية و التي افضت الى التهميش و الاقصاء.
وقد كانت انتخابات 23-10-2011 فرصة لاختيار حكومة وطنية تتصدى الى تلك المهام في اطار استكمال اهداف الثورة الا ان ضعف قيادة الترويكا و حصول احداث خطيرة من اغتيالات وارهاب مازالت الجهات الواقفة وراءها لم تظهر الى اليوم، علما ان ذلك جرى في سياق سعي دول اقليمية ودولية للالتفاف على «الربيع العربي «بأساليب تراوحت بين الانقلاب العسكري الى تأجيج الحرب الأهلية الى الانقلاب الناعم بما يرتب لعودة الحلفاء التقليديين كطرف اساسي بالمشهد العام بعد ان استبعدتهم الثورة ،مثلما هو حاصل اليوم بتونس.
و قد كشفت الانتخابات التشريعية التي جرت في شهر اكتوبر الماضي عن فصل جديد من الانقلاب الناعم اذ تم تأمين عودة عدة رموز من النظام السابق سواء بتسريحهم جماعة من طرف القضاء او باستقبالهم في المطارات على حساب تطبيق القانون ، و جرى تبيض صورتهم من طرف اعلام مضلل و مسخر لهذه المهمة منذ سنوات وانضاف الي ذلك مال فاسد بمبالغ خيالية بمصادره الداخلية والخارجية لتمويل حملات ،وظف لشراء الذمم واستغلال تردي الأوضاع المعيشية للمواطن كل ذلك في خرق واضح للقانون وللشفافية وهو ما جعل التنافس لا يدور على محور المشاريع و البرامج و انما على القدرة في جر الناخب الى صندوق الانتخاب عبر شراء الذمة و اساليب الغش و التزوير .
– واعتبارا لعدم خروج الانتخابات الرئاسية عن هذا الوصف بما افضى اليه من مصادرة حرية اختيار الناخب بواسطة لعبة المال الفاسد و الدعم الخارجي المادي والسياسي.
– واعتبارا لتمسكنا بان السياسة يجب ان تكون في خدمة الشعب وليس لتنفيذ الاجندات الخارجية او الاذعان اليها.
– واعتبارا لكون المنافسة لا تجرى على البرامج الوطنية والاجتهاد في تحقيق مشروع الثورة وتشريك المواطن في بناء مستقبل الوطن بعيدا عن اساليب الابتزاز والتوظيف،
قررت الانسحاب من الاستحقاق الرئاسي»