سيعمل بداية من شهر جانفى 2015 ما بين 200 و500 فرد ممن يمتهنون مهنة البرباشة مع بلدية التضامن/المنيهلة فى منطقتين نموذجيتين وهما حدائق المنزه و حى 2 مارس لتحسين عملية التصرف فى النفايات عن طريق الفرز من المصدر.
وتندرج هذه العملية النموذجية فى اطار مشروع ادماج القطاع الموازى غير الرسمى فى التصرف البلدى فى النفايات فى تونس الذى تم اطلاقه الاربعاء ببلدية التضامن ولاية اريانة 0 ويرنو هذا المشروع على المستوى الاجتماعى الى تقليص مستوى الفقر عند البرباشة عبر تحسين مداخيلهم والحفاظ على صحتهم عن طريق اجراء التلاقيح وتامين حماية افضل لهم الى جانب الحد من النفايات الخطيرة فى الطرقات الفرز المنزلى للنفايات ومن ثمة تامين ادماج اجتماعى للبرباشة وتحسين علاقتهم بالبلدية من جهة وبالمواطنين من جهة أخرى.
وسيستفيد البرباشة المنخرطون فى هذا المشروع بأزياء خاصة وبطاقات وشارات تمكن من التعرف عليهم.
ويتنزل هذا المشروع النموذجى فى اطار مشروع بادرت اليه بلدية التضامن/المنيهلة بالتعاون مع الوكالة الوطنية للتصرف فى النفايات والحكومة الالمانية من خلال الوكالة الالمانية للتعاون الدولى والشبكة الاقليمية لتبادل المعلومات والخبرات المتعلقة بالنفايات الصلبة فى بلدان المغرب والمشرق سويب نات .
وكشفت دراسة أعدتها الوكالة الوطنية للتصرف فى النفايات أن عدد البرباشة فى تونس يناهز 8000 شخص يقومون بالبحث فى القمامة فى الشوارع وفى المصبات العشوائية عن المواد القابلة للرسكلة زجاجات وعلب وخبز ومواد أخرى.
ويعمل هولاء البرباشة فى ظروف مرزية ودون أى تغطية اجتماعية كما انهم الاكثر عرضة لعديد الامراض الخطيرة بسبب تعاملهم المباشر مع القمامة التى لا تخضع عادة للفرز من المصدر.
وأشارت منسقة المشروع وممثلة وكالة التعاون الفنى الالمانى جوليا كورنار أن هذا المشروع الذى تموله الحكومة الالمانية سيتيح نفاذ البرباشة الى منظومة الخدمات الاجتماعية وسيمكنهم من الحصول على التمويلات الصغيرة.
وأفادت كورنار ان هولاء البرباشة يساهمون بنسبة 60 بالمائة فى نشاط رسكلة النفايات فى تونس وهو ما يتطلب تأطيرا وادماجا افضل لهم فى الاقتصاد المنظم .
ويسعى المشروع بحسب كورنار الى انشاء مكتب اتصال بين القطاع غير المنظم او الموازى البرباشة والبلدية علاوة على ادماج عملية الفرز من المصدر للنفايات القابلة للرسكلة لدى الاسر ليقوم البرباشة بعد ذلك بتجميعها فى المناطق النموذجية .
ويرى ممثلو الطرف الالمانى أن هذا المشروع سيساهم فى تحسين نظرة التونسيين لهذه المهنة التى تكتسى أهمية بالغة فى الحفاظ على البيئة وتثمين النفايات عن طريق تحويلها.
وعبر ممثل الحكومة الالمانية بسفارة المانيا فى تونس هنريكوس وينوبست عن استعداد الوكالة الالمانية للتعاون الدولى لمساندة مبادرات اخرى للتصرف البلدى فى النفايات.
وستتاح الفرصة للبلديات الشريكة فى هذا المشروع للمساهمة فى تطوير نشاط الرسكلة فى تونس اين تبلغ نسبة النفايات التى تتم رسلكتها 4 بالمائة فقط مقابل امكانيات تناهز 24 بالمائة للنفايات القابلة للرسكلة.
وعلى المستوى التقنى يعتزم المشروع فى شهر ديسمبر اطلاق حملة اتصالية وتحسيسية لسكان الاحياء النموذجية لمعرفة حاجياتهم ورصد تصوراتهم بشأن تدخلات هذا المشروع علاوة على حثهم على الفرز الانتقائى لنفاياتهم المنزلية.