قدم الباحث فى علم الاجتماع بجامعة يال بالولايات المتحدة الامريكية جون باتيست غالوبان اليوم الجمعة بتونس وببادرة من معهد الدرسات حول المغرب المعاصر نتائج دراسة ميدانية حول تجدد النخب التونسية فى تونس عقب ثورة الحرية والكرامة.
وخلصت هذه الدراسة التى اختار لها صاحبها عنوانا تشكل وتجدد النخب التونسية.
سوسيولوجيا تغير نظام وانطلقت من مبدأ الاستقلالية النسبية للدولة الى غياب النخب التونسية فى المشهد التونسى بعد الاطاحة بالنظام السابق على خلاف الانتظارات التى كانت تتوقع تعويضا مفترضا للنخب السابقة واستثمار ذلك فى صنع راس مال سياسى واعتبارى لها لكن ذلك لم يحصل.
وفى قراءته للتسلسل الزمنى للاحداث التى أدت للاطاحة بالنظام السابق وقادت لاندلاع الثورة التونسية أثار الباحث مسار النهاية وربط بينه وبين فكرة أن هوية أصحاب القرار الجدد الذين لهم رصيدا تاريخيا فى عالم السياسة فى تونس لن يكون لهم تأثير على مسار البلاد الا على المدى المتوسط.
وطرح جون باتيست غالوبان أيضا فى دراسته فرضية قائمة على ثنائية تجديد/ تواصل التى قال انها اما ستودى الى تجديد كلى للنخب السياسية فى تونس أو أنها ستقود الى صعود نخبة جديدة واما ستنتهى عند اعادة تموقع رجال السياسة القدامى.
وبالعودة الىالمثال التونسى قال الباحث الامريكى عقب الثورة التونسية كان من الضرورى تقديم ضمانات بالاستقرار للتونسيين عبر دعوة شخصيات سياسية لم تكن مورطة مع النظام السابق للمساهمة فى اعادة البناء وهو ما تحقق من خلال بادرة الحوار الوطنى التى أتاحت مشاركة هياكل المجتمع المدنى فى المشهد السياسى.
وذلك الامر مثل أفضل انطلاقة لمسار جديد قوامه التعلم والمهنية 0 واضاف قوله فى تقديمه لنتائج دراسته ان تجديد السياسى لا يعنى بالضرورة القول بتغيير الحقل السياسى برمته مستشهدا فى ذلك بأن قياديى الاحزاب السياسية التى تمثل حاليا النخب السياسية فى البلاد عرفوا كيف يحافظون على مواقعهم كأصحاب قرار حتى فى ظل ما أفرزته الانتخابات التشريعية التى جرت يوم 26 أكتوبر الماضى من تجديد حوالى 80 بالمائة من اعضاء المجلس النيابى الجديد.
وانتهت هذه الدراسة الى الحديث عن بوادر لتشكل حقل سياسى يتسم بالاستقلالية والمهنية النسبيتين وفق الباحث.