تعد اليد العاملة القليلة وغلاء اسعار المواد الاولية ونقص الاقبال على اقتناء الزرابى التقليدية من بين الاشكالات الاهم التى يذكرها الحرفيون والمهنيون فى مجال النسيج التونسى.
وبحسب الحرفيين الذين استقت شهاداتهم بمناسبة الدورة الثالثة من معرض الزربية الذى ينتظم بقصر المعارض بالكرم من 12 الى 21 ديسمبر 2014 فان القطاع يعانى ايضا من عزوف الشباب عن تعاطى هذه الحرف التى تتطلب الكثير من الوقت والصبر مقابل اجور زهيدة.
وتطرقت السيدة حسنة من ولاية الكاف ذات السنوات الخمسين الى الصعوبات التى تعترضها فى تسويق زرابيها التى تنسجها بالتعاون مع حرفية اخرى موضحة ان صنعة الزربية لم تعد مجزية البتة الى جانب ارتفاع ثمن المواد الاولية اذ تحول سعر الصوف من 5 دنانير الى 5ر7 دنانير للكيلوغرام الواحد فى ظرف وجيز وتتقاسم السيدة نعيمة السبعينية من ولاية القصرين نفس وجهة النظر وهى التى تمتلك ورشة لنسج الزرابى يشتغل بها عدد قليل من الفتيات وهى تفكر جديا فى غلق هذه الورشة عند التمكن من بيع كل القطع التى لديها.
وتعدد الحرفية السبعينية الاشكالات التى يعانى منها هذا النشاط ومنها خاصة غياب اليات لمعاضدة الشابات بهدف تشجيعهن على مواصلة هذه الحرفة.
واعتبرت نعيمة ان الاشكالات التى تعترضها اهم بكثير فى الحقيقة اذ اننى اسكن منطقة جبل الشعانبى الذى اصبح شيئا فشيئا مهجورا بسبب الارهاب وتبعا لذلك فقد اصبح الاصعب ايجاد فتيات ترغبن فى تعلم النسج من ايجاد الحرفاء وتساءلت لماذا تساند الحكومة الموسسات الاجنبية التى تستثمر فى تونس بمنحهم تشجيعات مالية وجبائية فى حين انها لا تفعل شيئا للحرفيين الذين يجابهون عوائق مالية جدية الى جانب ان زرابينا التقليدية فى طريقها الى الاندثار ولا يلاقى عصام شاب فى الثلاثين من جزيرة جربة وينشط فى اطار موسسة عائلية اى اشكال على مستوى التسويق خاصة وانه يعمل فى منطقة سياحية.
فى الحقيقة اننا اليوم نبيع الزرابى الى التونسيين اكثر منها الى الاجانب فضلا عن اننا نلاحظ لدى حرفائنا عودة الى الزرابى التقليدية التى تعد حاليا من اكثر المواد المطلوبة وتطرق الى غياب الية للتاطير والتكوين لفائدة الشباب لضمان ديمومة هذه الحرف خاصة وان عدد الشباب الذين يتقنونها بشكل جيد فى تقلص مستمر والسلطات المعنية لا تحرك ساكنا لتامين تناقل المهارات بين الاجيال الجديدة.
يذكر ان حوالى 60 عارضا بين منتجين وصغار الباعثين قدموا من 18 ولاية يقدمون فى اطار معرض الزربية منسوجات يدوية بحسب الجهات صنعت من مواد طبيعية والالياف الحيوانية والنباتية على غرار الصوف والحرير ووبر الجمال وشعر الماعز. وتدفع هذه التظاهرات لمعاضدة المهنيين الذين يعملون غالبا فى المناطق الريفية.
الوسومأخبار تونس الاشكاليات لحرف النسيج المصدر التونسية تونس تونس اليوم