قال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في تعليقه على الاحتجاجات التي تشهدها الجهات خوفا من عودة النظام البائد بعد فوز الباجي قائد السبسي بالحكم أنه لا يشاطر أصحاب هذه المخاوف الرأي ولكنه أيضا لا لا يتهم من يشيعها في نيته، رغم أن هذا التخويف استخدمت في سياق المعركة الانتخابية من الطرفين، طرف يقول إذا نجح السبسي فقد عاد النظام السابق، وطرف يقول إذا نجح المرزوقي فإنه نجاح للجماعات الإرهابية والمتطرفة على حد تعبيره.
وتابع الغنوشي في حوار له مع صحيفة البلاد الجزائرية ” أنا لست متخوفا من عودة النظام القديم، لأني مقتنع أن الثورة في تونس حصلت، وأن هذه الثورة أسقطت النظام القديم وأصنامه، أسقطت صنم الزعيم الأوحد والحزب القائد والإعلام الخشبي وانتخابات 99 بالمائة والمال الذي يدور في فلك العائلة، هذه الأمور كلها لن يقبلها المجتمع التونسي مستقبلا إطلاقا، نحن دخلنا عصرا جديدا للحريات، وهذا لا يعني أننا لسنا مهددين، نحن مهددون بالفوضى وبسقوط هيبة الدولة، فإمكانية الفوضى واردة في تونس مع وجود خطر الإرهاب، أما نمط النظام السابق، فليس ممكنا عودته لا في تونس .
وبين الغنوشي أنه من الأخطاء في التحليل اعتبار أن النداء يساوي التجمع، مشيرا أنه لا يدافع عن النداء، لكن يجب أن توضع الأمور في نصابها على حد قوله.
وأضاف الغنوشي أنه عندما عاد النظام القديم بوجوهه المعروفة، الشعب التونسي لم يعرهم أي اهتمام، وعندما ظهرت أحزاب شعارها “ارفع رأسك فإنك تجمعي”، لم تأخذ شيئا في الانتخابات مؤكدا أن النداء غير ذلك، لأنه خليط، فيه تركيبة جديدة تضم وجوها نقابية ويسارية وحقوقية معروفة ورجال أعمال معروفين وفيه بعض التجمعيين، ليس من الصف الأول في التجمع المحل على حد قوله.
وقال في ذات السياق” السبسي استخدم الماكينة القديمة برأس جديد وإخراج جديد فيه ذكاء، وجمع فئات من القوى الليبرالية واليسارية والنقابية، وإخراج في ثوب جديد يوحي بالثقة والرصانة، مستفيدا من أخطاء الترويكا.”