البخنوق: عمل ملحمى ضخم يوثث ساحة حنيش فى اول ايام المهرجان الدولى للصحراء بدوز

تمازجت عشية اليوم بساحة حنيش التى تعتبر الركح الطبيعى الذى يحتضن لوحات المهرجان الدولى للصحراء بدوز عروض الفروسية مع العرس التقليدى وفقرات المداورى وسباقات المهارى وعراك الفحول فى عمل ملحمى للمخرج صالح الصويعى وانتاج المهرجان فى دورته 47 التى تتواصل الى غاية 27 من هذا الشهر.
وقد استقطب هذه الملحمة الاف الجماهير التى تمتعت لاكثر من ساعتين بجمالية العرض الذى ولئن جدد فى طبيعة اخراج الفقرات المميزة لهذه التظاهرة الثقافية الا انه حافظ على روحها واصالتها فى عمل اطلق عليه صاحبه عنوان البخنوق فى اشارة حسب تصريح ل الى علاقة هذا اللباس التقليدى المعروف بالبخنوق الذى تتحلى به المراة فى ربوع الجنوب بمعانى المحبة والدفى والامومة والانتماء والوطنية.
واضاف المصدر ذاته انه رغم اختزال عدد من فقرات هذا العرض نظرا للظروف التى مرت بها الجهة فى اليومين الاخيرين الا انه نجح فى رسم مشهد متكامل مازج من جهة بين فقرات المهرجان المعروفة وبين ما يحمله البخنوق من رموز موكدا ان رمزية البخنوق الذى يظهر فى اغلب لوحات العمل تتمثل بالاساس فى الدعوة الى نشر المحبة والتاخى.
واما العمل الملحمى فى حد ذاته فهو بحسب المخرج اختزال لنمط حياة اهالى هذه الربوع فى حلهم وترحالهم وبحثهم المتواصل عن مقومات العيش والتعايش مع الطبيعة  وبين صالح الصويعى انه جمع فى هذه الملحمة قرابة المائتى مودى وعشرات الفرسان وراكبى المهارى الى جانب عدد من الفرق الشعبية والفلكلورية فضلا عن عشرات الاطفال رمز التواصل بين الاجيال.
ويذكر ان هذا العمل الذى واكبه وزير الثقافة مراد الصكلى وعدد من ضيوف المهرجان من داخل وخارج تونس الى جانب الاف الجماهير لاقى اعجابا كبيرا من قبل المتابعين الذين راو فيه خروجا عن النمطية المالوفة فى العروض التى تعودوا عليها فى هذا المهرجان وتقديم جديد لنفس المادة بروية جديدة ساهمت فى شد المشاهد الذى لمس ترابطا واضحا فى لوحات العرض واستغلالا جيدا للفضاء الشاسع الذى توفره ساحة حنيش اكبر مسارح العالم فى الهواء الطلق.