احتفلت شركة النقل بالساحل يوم الاثنين 05 جانفي 2014 بالذكرى الثانية والخمسين لتأسيسها,وتعد هذه المناسبة فرصة للتوقف عند أبرز المحطات التي شهدتها هذه المؤسسة العريقة منذ انبعاثها في جانفي 1963 إلى اليوم, حيث استطاعت بفضل السواعد والعقول والجهد الغزير أن ترتقي بخدماتها وأن توسّع من رقعة إشعاعها وأن تنحت لنفسها عبر السنوات الطوال مسيرة مظفّرة خدمة للمرفق العام في منطقة الساحل وأن تشع بخدماتها أيضا على عديد المناطق الداخليّة.
وقد كان احتفال شركة النقل بالساحل هذه السنة بذكرى تأسيسها مقترنا بالإعلان عن فتح مناظرة خارجية لانتداب إطارات وأعوان في رتب مختلفة من ذلك ثمانون سائقا قابضا وخمسة أعوان تسيير وثلاثة عشر عمّالا فنيّين وإطاران عاليّان.
وتظل الشفافيّة تقليدا راسخا في تجربة الشركة في تعاطيها مع هذه المناظرات, بالنظر إلى نجاحها في تنفيذ مناظرتين في سنتي 2012 و2013 حيث استطاعت وفي ظرف اجتماعي واقتصادي رخو أن تضمن للمترشّحين مبدأ تكافئ الفرص وأن تنأى بنفسها عن كلّ أنواع التجاذبات بما في ذلك السياسية والاجتماعية والجهوية والفئوية الضيّقة وان تقطع تماما مع كلّ الممارسات المخلّة, وهو ما يعدّ اليوم ضمانة كبرى لإنجاح هذه المناظرة التي ينتظرها الشباب الباحث عن عمل بكلّ شغف والتي من المنتظر أن تسهم في تعزيز الرأسمال البشري بها وان تستقطب اليد العاملة الكفأة والطموحة والقادرة على تحقيق مزيد الاقلاع بالشركة التي تتوق لتحقيق افضل النتائج بعد ان تسنّى لها بكل اقتدار وخلال وقت وجيز جدّا من تجاوز عجزها المالي الذي فاق سنة 2011 الخمس مليارات حيث حققت في موفى سنة 2013 فائضا قارب الاربعمائة ألف دينارا.
وتكريسا للبعد الاجتماعي الذي ما فتئ يترسّخ خلال السنوات القليلة الماضية وتثمينا للعمل التشاركي بين الإدارة والنقابة, انتظمت صباح الاثنين 05 جانفي بالمقر الاجتماعي للشركة جلسة عمل أشرف عليها السيد المنصف بن سالم الرئيس المدير العام للشركة وضمت ممثل الجامعة العامة للنقل التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل والكتّاب العامين للنقابات الأساسية بالشركة التابعين لذات الهيكل, وقد اتسم اللقاء بروح إيجابيّة حيث تم التطرّق إلى عديد المواضيع ذات الصلة بواقع الشركة ومستقبلها وأبرز المسائل التي تشغل بال العاملين بها والحلول الكفيلة للارتقاء بالوضع الاجتماعي للعملة.
وقد كانت منحة آخر السنة لفائدة الأعوان القارين المباشرين بالشركة من بين أبرز النقاط التي تمّ تداولها, حيث توّج هذا اللقاء الذي وصفته بعض الأطراف النقابيّة الحاضرة في الجلسة بالتاريخي بإصدار مذكّرة تطبيقيّة تعنى بإحداث لجان منحة آخر السنة.
و تمّ الاتفاق على أن تنطلق أشغال اللجان المذكورة في النصف الاول من شهر ديسمبر من كلّ سنة على أقصى تقدير.
ويستمد الاتفاق المشار إليه قيمته من كونه يرسي تقاليد جديدة في الشركة أساسها التكامل بين العمل الإداري والنقابي بما يمثّله ذلك من ضمانات للعامل وما يتيحه من مردوديّة أعلى في العمل, حيث أن اللجان المتّفق حولها تتركب إلى جانب من يمثّل الإدارة من ممثل للطرف النقابي علاوة على ممثل عن الأعوان باللجنة الإدارية المتناصفة عن كلّ سلك, وهو ما يضفي على أعمالها شفافيّة أكبر ومصداقيّة ويؤمّن ديمومتها حتّى تحقق الأهداف التي بعثت من اجلها وتسهم في مزيد ترسيخ المناخ الاجتماعي السليم الذي يعدّ المحرّك الحقيقي لكل نجاح.
تصحيح : 05 جانفي 2015، عوضا عن 2015