كشفت التحقيقات القضائية في عملية سيدي علي بن عون الارهابية التي أسفرت عن استشهاد عدد من الأمنيين في أكتوبر 2013 من بينهم رئيس فرقة الأبحاث الشهيد سقراط الشارني خفايا وحقائق مرعبة حول ما كان يخطط له الارهابيون آن ذاك.
وقد جاء في قرار ختم البحث الصادر عن قاضي التحقيق بالمكتب الثالث بالمحكمة الابتدائية بتونس والذي نشرت صحيفة “الشروق” تفاصيله ونتائج ابحاثه في عددها الصادر أمس الأحد ان مجموعة ارهابية تتكون من المظنون فيهم فاروق العوني ومحمد البسدوري وحاتم البسدوري وناجي الحفصاوي وانور الرطيبي وهشام منافقي الذي قتل مؤخرا وابراهيم الرياحي وخالد الشايب المكنى “لقمان ابو صخر” وثلاثة جزائري اخرين استقروا جميعهم بمنزل فاروق العوني وجعلوا منه مكان لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية من ذلك تخزين الأسلحة التي يقع جلبها من ليبيا وإيصالها في مرحلة ثانية الى الجماعة الارهابية المتحصنة بجبل الشعانبي وهي كتيبة عقبة ابن نافع علاوة على تمكينها ايضا من مؤونة ومواد غذائية مستغلين موقع منطقة سيدي علي بن عون وتحديدا منزل المتهم فاروق العوني الذي تم اختياره لموقعه الجغرافي باعتباره يؤدي الى المناطق الجبلية من خلال المسلك الرابط بين ذلك المنزل بمنطقة الونايسية وجبل الشعانبي وهو المسلك الذي اشار اليه المتهم ياسين العباسي الذي افاد أن التنقل يتم عبر حاسي الفريد ثم الكمور ثم الانعطاف قبل بلوغ منطقة تلابت باتجاه جبل الشعانبي وقد اكد ان عملية التنقل تتم ليلا .
وذكر قرار ختم البحث ان المنزل تم استغلاله لصنع المواد المتفجرة وتخزينها في انتظار استعمالها في جرائم إرهابية علما ان المجموعة الارهابية كانت تسعى بحكم درايتها ومعرفتها بجميع المسالك من بينهم المتهم محمد الصغير عمري وشقيقه رياض العمري فضلا عن استعمالهم منطقة سيدي علي بن عون كمنطقة عبور سواء للقاصدين القطر الليبي او المتوجهين الى جبل الشعانبي للالتحاق بتلك العناصر المتحصنة هناك وكانت تشكل خلية لدعم واسناد لوجستي للعناصر الإرهابية بالشعانبي من خلال إمدادها لهم بكل ما يحتاجونه لضمان مواصلة استمرار عملياتهم الإرهابية .
وكشفت التحقيقات ان هذه المجموعة كانت تعمد الى الرصد والتخطيط للقيام باعمال ارهابية تستهدف مؤسسات امنية بمنطقة سيدي بوزيد الا انه بتاريخ 23 أكتوبر 2013 تم التفطن الى تواجدها بمنزل المتهم فاروق العوني ودخولها في مواجهة مسلحة مع اعوان الحرس ادت الى وفاة عدد من الامنيين.
كما كشفت الابحاث والاستقراءات القضائية أيضا ان هذه المجموعة علاوة على قتلها لاعوان امن واصابة بعضهم فانها كانت تخطط لاستهداف امن البلاد من ذلك انه تم العثور بالمنزل على ورقة مدون فيها رسما بيانيا يبين الرسم الهندسي لمقر سرية وحدات التدخل بسيدي بوزيد التابعة للادارة العامة للحرس الوطني وقيامهم برصد دقيق للمؤسسة الامنية استعدادا لاستهدافها بعملية نوعية خاصة انه تم العثور على ورقة عادية تبين كل التحركات من والى مقر سرية وحدات التدخل اضافة الى وصف دقيق لبعض الاعوان وتدوين لارقام اللوحات المنجمية للسيارات الإدارية وبعض الملاحظات التي تهم الحركة بذلك المقر كما تم العثور على جذاذات من الورق بها الإجراءات المتبعة للقيام بعمليات تفجير بجهاز لاسلكي وكذلك عمليات تفجير باستعمال هاتف لشبكة موتورلا.
وقد تم العثور وفق ما أظهرته الأبحاث على وصية مكتوبة بخط اليد على ورقة اعترف المتهم عماد البسدوي بانها تخصه واوصى فيها من يطلع عليها بتعهد ديونه وطلب جنازة على سنة رسول الله مما يؤكد بأنه كان ينوي القيام بعملية انتحارية تستهدف احدى المقرات الامنية.
واكدت الابحاث ان المجموعة المسلحة كانت تسعى لاستقطاب بعض الاشخاص قصد القيام بعمليات ارهابية نوعية كالعمليات الانتحارية على غرار المتهمين عماد البسدوري وفؤاد العبدلي وقد تأكد من خلال اعترافاتهما بذلك ومن خلال السيارة المفخخة التي تم العثور عليها بمنزل المظنون فيه فاروق العوني التي كانت تحتوي على قرابة خمسمائة كلغ من المواد المتفجرة فضلا عن ما تم اكتشافه من وثائق تبين كيفية صنع واستعمال لغم وتشغيله مما يؤكد انها كانت تخطط لتنفيذ مخطاطاتها الارهابية وبانكشاف امرها حال دون ذلك ودون اتمام مشروعهم الاجرامي الذي يهدف الى اقامة دولة الخلافة الاسلامية في تونس.