أكدالمختص التونسى فى الفيزيولوجيا وطب الاعصاب والتحليل النفسى صديق الجدى على أهمية المراجع الثقافية داخل العائلة فى بناء شخصية الاطفال سواء فى تونس أو فى بلاد المهجر.
وشدد صديق الجدى فى تصريح ل على هامش لقاء بنادى الاجيال نظمه أول أمس الاحد المكتب المحلى بالمنستير للجمعية التونسية للمتقاعدين وخصص لتقديم كتابه متاهات على ضرورة توفر مرجعية مركزية مع التفتح على بقية الحضارات الاخرى.
وكانت الاستاذة الجامعية رفيقة البحورى ذكرت لدى تقديمها للكاتب ولمولفه أن الدكتور صديق الجدى يبحث دائما عن طرق جديدة لعلاج الامراض النفسية مع الالتزام بتناول القضايا الحارقة المطروحة على الساحتين الوطنية والعالمية.
وقالت ان كتاب متاهات يعكس عمق تفكير الكاتب فى تطرقه الى مواضيع يتقاطع فيهاالنفسى بالاجتماعى والسياسى والحضارى معتبرة أن مسالة الهجرة احسن مثال على ذلك وقد انطلق المولف فى كتابه وفى كل مولفاته من المصاعب التى تواجه الانسان موكدا ان المحيط هو مولد للامراض وأن المجتمع لا ياخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الفردية والانسانية بصفة عامة.
وأضافت أن عنوان الكتاب الصادر باللغة الفرنسية يدل على عدم الاستقرار وهو ما يحيل الى عدم الاستقرار فى المكان باعتباره يتحدث عن الهجرة وما يترتب عنها من اضطراب فى الانتماء والهوية وينعكس على الصحة والسلامة النفسية.
وبينت أن الكاتب ركز على حالات اغتراب باشرها لمهاجرين تونسيين يعيشون فى الهجرة باعتبار أن بلد الاقامة لا يعترف بخصوصياتهم ولا يعترف بهم كذوات قائمة فى مجتمع دولة الاقامة ويعاملهم فقط كسواعد عاملة ويرفضهم كلما حاولوا اظهار هويتهم الخاصة أو شخصيتهم.
ولاحظ ان حالة اغتراب يعيشها المهاجر ايضا اذا عاد الى الوطن الام لاسيما اذا لم ينجح ويحقق الحلم الذى هاجر من أجله أى جلب الثروة .
وأشارت الى أن صديق الجدى حاول البحث عن الاسباب العميقة لهذه الاضطرابات النفسية والصدامات الحضارية والاجتماعية وفسر هذه الظواهر بنظرية ابن خلدون فى اقتداء المغلوب بالغالب وبكتابات أبى حيان التوحيدى عن علاقة الحاكم بالمحكوم وبنظرية المحاكاة عند أرسطو والتماهى عند فرويد وباخر المستجدات فيما كتب من أبحاث حول الليبرالية الجديدة واقتصاد السوق والنظام العالمى الجديد الى جانب تخصيص فصل للثورة التونسية والذى ختمه الجدى ببارقة أمل تشبه شعاع النور فى قلب الغزالى حسب رفيقة البحورى.