أثارت مسألة مشاركة النهضة في الحكومة القادمة واعلانها رسميا عن رغبتها في المشاركة اثر انعقاد مجلس شوراها نهاية الأسبوع الماضي ردود أفعال متباينة وفجرت الأوضاع داخل حركة نداء تونس التي انقسم قياديها بين مؤيد ومعارض لمشاركة النهضة في وقت بدا فيه موقف الجبهة الشعبية واضح وصريح وهو رفض تشريكها في الحكومة القادمة.
وأشارت مصادر مطلعة في تصريح للمصدر اليوم الجمعة 15 جانفي 2015 الى وجود خلاف وانقسام حاد بين قيادي حركة نداء تونس بخصوص مسألة منح حركة النهضة حقائب وزارية في حكومة الصيد وهو ما أكده بدوره القيادي بالحركة منذر بالحاج علي أول أمس في تصريح اذاعي من خلال قوله أن هناك 70 نائبا من نداء تونس من بين 89 يرفضون مشاركة النهضة في الحكومة الجديدة.
وقد بدا الخلاف حادا وجليا أيضا من خلال بعض التصريحات النارية لقيادي نداء تونس ولعل أبرزها ما قاله خميس قسيلة في تصريح اذاعي عندما اعتبر أن “أكبر ضرر لتونس وللنداء تواجد محسن مرزوق ورافع بنعاشور في قصر قرطاج”.
ومن جانبه قال القيادي بالحركة خالد شوكات في تصريح للمصدر أن نداء تونس خاض الانتخابات باعتباره البديل الممكن للترويكا التي تضم حركة النهضة وبالتالي الانتقال الى مكان حركة النهضة أي في الحكومة ثم جعلها شريكة في حكومة وحدة وطنية مسألة ليس من السهل حسمها وقضية خلافية مطروحة داخل نداء تونس وخارجها وسواء داخل الهيئة التأسيسية للحزب أو داخل الكتلة النيابية بالبرلمان.
وأضاف شوكات “نحن أبناء حزب واحد وبالتالي فان هذه النقطة ستحسم بطريقة ديمقراطية وعندما يعرض رئيس الحكومة المكلف علينا تصوره للحكومة القادمة عندها سيتخذ الحزب قرار رسمي وموحد.”
وبخصوص موقف الجبهة الشعبية من تشريك حركة النهضة في الحكومة القادمة قال الأمين العام لحزب التيار الشعبي والقيادي بالجبهة زهير حمدي أن الجبهة موقفها واضح بخصوص تشريك النهضة في الحكومة وكانت قد حددت شروط في ورقة العمل من اجل نجاح الحكومة في المرحلة القادمة وهي أساسا خلوها من وزراء وقيادات ورموز نظام بن علي وكذلك خلوها من قيادات ورموز ووزراء الترويكا.
كما قال زهير في تصريح سابق أيضا أن مشاركة حركة النهضة في الحكومة المقبلة يعتبر محاولة لطي ملف الاغتيالات في البلاد، مشيرا إلى أن “نداء تونس” هو حزب ليبرالي ولا علاقة له بمطالب الثورة الحقيقية.
وكان الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمه الهمامي قد اكد في تصريحات سابقة أنَّ تجربة “الترويكا” بقيادة حركة “النهضة” خلال عامي 2012 و2013 لم يجن منها التونسيون سوى الفشل وأزمة خانقة على المستوى الاقتصادي والسياسي والاجتماعي معبرا عن رفضهم تشريك النهضة في الحكم.
وفي المقابل عبر القيادي بحركة النهصة عبد الفتاح مورو في حديث مع المصدر عن استعدادهم للمشاركة في الحكومة القادمة ومع كل الأطراف متسائلا “نحن لا نعرف لماذا يتمسك البعض بالمشاركة في الحكومة شريطة عدم مشاركة النهضة” في اشارة واضحة منه للجبهة الشعبية متابعا “وكأننا اليوم أصبحنا طرف غير مرغوب فيه.”
وهو ما أكده بدور القيادي بحركة النهضة أيضا نور الدين البحيري الذي قال نحن ضد الاقصاء وسنبقى ضد الاقصاء ونريد تكوين حكومة وحدة وطنية تجمع كل الأحزاب السياسية وحتى الأطراف التي تطالب باقصائنا وأيضا الأحزاب الغير ممثلة في البرلمان وذلك حتى تحظى هذه الحكومة بدعم شعبي واسع.
وقال البحير ان كنا داخل الحكومة او خارجها لن يكون لنا سوى غاية واحدة وهدف واحد وشعار واحد وهو خدمة تونس ومصلحة تونس على حد تعبيره.
مقالات ذات علاقة:
عبد الطيف المكى: موشرات ايجابية بخصوص مشاركة حركة النهضة فى الحكومة القادمة
منذر بالحاج علي: 70 نائبا من نداء تونس ضد مشاركة النهضة في الحكومة القادمة