تونس: التأكيد على ضرورة تكريس مبادى الشفافية والتعددية فى أعمال مجلس النواب

constituante

أكد جل أعضاء مجلس نواب الشعب فى تدخلاتهم فى اطار النقاش العام حول مشروع النظام الداخلى للمجلس خلال الجلسة العامة المنعقدة اليوم الثلاثاء على ضرورة تكريس التعددية السياسية فى المجلس فى تركيبة هياكله وعبر تعزيز دور النائب داخل الكتل أو خارجها من خلال أحكام النظام الداخلى للبرلمان.

ودعت محرزية العبيدى عن حركة النهضة الى تكريس مبدأ التشاركية فى عمل المجلس مشيرة الى أن هذا المبدأ يجب أن يبرز فى تركيبة اللجان وتنظيم سير الجلسات العامة وكافة الانشطة.

وشدد نواب الجبهة الشعبية فى تدخلاتهم على ضرورة الحفاظ على قيمة النائب الذى اختاره الشعب حتى وان كان خارج كتلة نيابية اذ أكد منجى الرحوى على ضرورة الا يتحول المجلس الى صوت الاغلبية وأن يتم الحفاظ على حق النائب باعتباره الوحدة الاولية والاساسية لتكوين هذا البرلمان فى ما يتعلق بالتعديل وتقديم مشاريع القوانين .

ونبه فى هذا السياق الى أن اقرار الية القرعة فى ما يتعلق بحق التدخل سيكون شبهة قد تحرم النواب من حق التعبير عن ارائهم مشيرا من جهة أخرى الى أهمية التأسيس لهياكل مستقرة ومتجانسة فى البرلمان والى تجاوز اشكال تضارب المصالح بين ندوة الروساء ومكتب المجلس و التداخل فى المهام الموجود فى مشروع النظام الداخلى المعروض على النقاش والذى قد يشكل عرقلة حقيقية لعمل مجلس نواب الشعب وفق الرحوى.

كما لفت النائب الى وجود ما اعتبره سهوا فى النظام الداخلى فى علاقة بتكريس اللامركزية اذ لم يتم التنصيص على حق المجالس الجهوية المنتخبة فى الحضور الى المجلس وابداء رأيها بخصوص اللوائح ولتقديم المقترحات فى مواضيع تهمها.

ودعا أحمد الصديق الجبهة الشعبية الى تكريس الديمقراطية فى توزيع الصلاحيات صلب هياكل المجلس والحفاظ على الجلسة العامة كالية أساسية لحسم الخلافات وعدم ترحيلها سواء لمكتب المجلس أو لندوة الروساء .

وتعرض عدد هام من النواب من مختلف الانتماءات الى مسالة تركيبة الكتل النيابية التى يقترح مشروع النظام الداخلى أن تتكون من سبعة أفراد على الاقل فى حين طالب عدد اخر منهم بأن يتم الترفيع فى هذا العدد الى 10 نواب وهو ما رأى فيه كل من اياد الدهمانى الجمهورى وعماد الدايمى الموتمر من أجل الجمهورية اقصاء للاقليات فى المجلس .

واعتبر نعمان الفهرى افاق تونس أن وجود عدد كبير من النواب فى المجلس التأسيسى خارج االكتل والمجموعات وحضورهم بصفة غير مهيكلة تسبب فى بعض الفوضى ملاحظا أن التقليص فى العدد الادنى للنواب داخل الكتلة من شأنه أن يساهم فى تيسير عمل المجلس وتنظيمه وتسريعه.

وتطرق خالد شوكات نداء تونس الى وجود ما وصفه ب جرعة مرتفعة للبيروقراطية فى مشروع النظام الداخلى تتجلى من خلال تعدد الاحالات على مكتب المجلس واللجان مذكرا بأن الجلسة العامة تبقى الالية الاساسية للعمل داخل المجلس.

ودعا زهير العلوينى الاتحاد الوطنى الحر الى تكريس الشفافية فى أعمال المجلس انطلاقا من النظام الداخلى وذلك عبر اقرار نشر محاضر الجلسات وعمل اللجان على الانترنات مقترحا بعث قناة تلفزية متخصصة فى العمل البرلمانى.

ومن جهتها شددت ريم الثايرى تيار المحبة على ضرورة ايجاد السبل الكفيلة بمقاومة ظاهرة السياحة الحزبية مذكرة ب التجاوزات التى تم تسجيلها داخل المجلس التأسيسى فى هذا الشأن حسب رأيها مقترحة على كل من يختلف مع حزبه أن يقدم استقالته من المجلس ويترك مكانه لمن يليه فى القائمة التى ترشح عنها .

وانتقد عماد الدايمى الموتمر ما اعتبره استسهال الجوء لسرية الجلسات العامة وسرية أعمال اللجان وغلقها حتى أمام النواب ونقص الاعلام بأنشطة المجلس وهو ما يمس حسب تقديره من مبدأ الشفافية مقترحا من جهة أخرى اقرار عقد جلسة مساءلة للحكومة مرة كل شهر وكلما اقتضت الحاجة عوض الصيغة الحالى وهى مرة كل ثلاثة أشهر.

كما تطرق الى مسالة المعارضة التى قال انه لم يتم تعريفها فى هذا المشروع ولا التعرض لحقوقها والى عدم وجود أى نقطة تتعلق بتضارب المصالح بين عمل النائب ونشاطه داخل المجلس وامكانية انتمائه الى لجنة داخل البرلمان يمكن أن توثر على عمله بصفة مباشرة أو غير مباشرة أما النائب رياض جعيدان نداء التونسيين بالخارج فقد طالب بايلاء وضعية النواب عن الدوائر الانتخابية بالخارج عناية خاصة والانطلاق من تجربة المجلس التأسيسى لايجاد صيغ تسمح بأن يكون النائب على صلة بالجالية ويكون صوتها.

كما اقترح أن تشتغل اللجنة على مدونة سلوك تتضمن مبادى وأحكام تتعلق بمسوولية النائب وعلاقته بقوى الضغط وعلاقة النواب فى ما بينهم وبالمحيط الخارجى وذلك فى اطار تكريس ادوات تعامل شفافة تجعل الموسسة البرلمانية مثالا يحتذى فى هذا المجال .

وبعيدا عن جدول أعمال الجلسة العامة تمسك عدد من النواب بالحديث عن الوضع العام فى البلاد اذ ذكر العجمى الوريمى النهضة بتعدد المشاكل التى يواجهها الشعب التونسى فى المجال التربوى والنقل والمعيشة قائلا حرى بنا أن نهتم بهذه المواضيع خاصة وأن المواطن بقى يواجه مشاكله لوحده خلال هذه الفترة بين حكومتين  ونبه الى أن الحكومة الحالية تعمل دون رقابة ان أصابت أو أخطأت حسب تعبيره داعيا المجلس الى اتخاذ الاجراءت الضرورية لتجاوز هذا الوضع.

وشدد مصطفى بن أحمد نداء تونس على ضرورة العناية بالوضع الاجتماعى فى البلاد داعيا الى توجيه رسالة لكل الفعاليات فى البلاد للبحث فى سبل الانتقال بين الحكومتين فى ظرف معقول ومقبول ورفعت الجلسة فى حدود الساعة الواحدة ونصف بعد الظهر على أن تستأنف فى حدود الثالثة ونصف.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.