المصدر تونس المصدر آخر الأخبار العربية والعالمية والتونسية .
عن الانتحار لدى الاطفال وتداعياته وعلله وأسبابه وكيفيات التعاطى مع هذه الظاهرة المتفاقمة تلونت المعالجة السوسيو نفسية والتربوية والحقوقية للحضور من الاخصائيين النفسيين والاجتماعيين والخبراء فى مجالات حقوق الطفل فى حلقة نقاش انتظمت الجمعة بالعاصمة حول انتحار الاطفال فى سن الدراسة الاسباب ووسائل الوقاية .
وأجمع المشاركون فى هذه الحلقة التى نظمها الاتحاد الوطنى للمرأة التونسية على ضرورة معالجة أسباب تفاقم حالات الانتحار لدى الاطفال فى تونس ووضع استراتيجيات ترتقى الى مستوى النجاعة والفاعلية لوضع حد لهذه الظاهرة.
وأكدوا ان الارقام المسجلة لسنة 2014 والتى بلغت 18 حالة انتحار أطفال بتونس من بينها 14 حالة للاناث تدعو الى سرعة التعاطى مع هذه الافة عبر الاصغاء والبحث فى الاسباب والحلول مشيرين الى ان المسوولية تبقى مشتركة بين كل من الدولة ومكونات المجتمع المدنى من منظمات وجمعيات وحقوقيين.
وعزوا ارتفاع نسب الانتحار فى صفوف الاطفال الى أسباب نفسية فردية وأخرى موضوعية تتصل بنواة الاسرة والمحيط المدرسى والوسط الاجتماعى والخارجى الذى يوثر بكل ملابساته على سلوكات الفرد منذ نعومة أظافره وذلك تبعا لمراكمات الفقر والخصاصة والتهميش والافتقار لكل مرافق الحياة الكريمة والتفكك الاسرى والانقطاع المدرسى.
وأجمعوا فى هذا السياق على ان عالم الطفل يبقى هشا بما يستدعى رعاية خاصة وموجهة ترتهن الى معتمدات تربوية واجتماعية ونفسية وأسرية من شأنها ان تحول دون تفاقم هذه الظاهرة التى استشرت فى كل الجهات بالبلاد التونسية.
كما لفتوا الى دور المنظومة التربوية القائمة فى تحديد هذه الظاهرة والحد منها بما تكرسه من اليات اجتماعية وقانونية تجذر البعد القيمى والاخلاقى لسلوك الطفل وتفتح الابواب امام كل الاطراف المتدخلة لتكون المعالجة على أساس التشارك والتواصل والبحث المشترك.
ومن جانبها أكدت رئيسة الاتحاد الوطنى للمرأة التونسية راضية الجربى ان تفاقم الانتحار فى صفوف الاطفال يدعو الاتحاد كمنظمة الى التفاعل ورد الفعل بالمعالجة والدراسة والبحث فى سبل التوقى للتصدى لهذه الافة التى تنهش المجتمع التونسى حسب تقديرها.
وأضافت انه فى ظل تعليق الاتفاقية التى كانت تربط الاتحاد بوزارة التربية وغياب الوسيط المدرسى للاتحاد وغياب اخصائيى علم النفس داخل الحرم المدرسى أضحت المنظمة غير قادرة على موازرة الطفل نفسيا واجتماعيا.
واعتبرت ان غياب المجتمع المدنى داخل المدارس قد ساعد على تنامى حالات الانتحار ومحاولات الانتحار.
