عن علاقة السينما بالشاشة الصغيرة وعامل التأثر والتأثير والتقاطع بين هذين المجالين التأمت اليوم الجمعة بتونس العاصمة حلقة نقاش فى اطار الملتقى الرابع لمخرجى الافلام بحضور لفيف من الفنيين والمختصين وأهل الذكر والاختصاص.
وأكد الحضور أن فعل الثورة الرقمية قد القى بظلاله على المجال السينمائى حيث أفرزت راهنا سينمائيا وليدا تعلق بتجاوز المبدع لعديد المعوقات والاقلاع بالخيال السينمائى عبر التقنيات الالكترونية لتجعله مشارفا لتخوم تاريخ مستجد فى العمل السينمائى.
وأكدوا أنه بقدر ما عززت الوسائل الرقمية عملية الانتاج السينمائى وعمقت عناصر الخيال بأقل تكلفة بقدر ما انسحبت فيه على العنصر السوسيوفنى للجمهور المتلقى الذى تغير وفقد سحر المبدع فيه والباحث عن الابداع بفعل الوجه الجديد لصناعة السينما والسينما الرقمية.
وتساءل عدد من المتدخلين عن موثرات الوسائل الرقمية وتأثير العناصر الالكترونية ازاء اتساع قاعدة التلفزة على حساب السينما وما أنتجته من علاقات تنافسية حيث أضحت الشاشة الصغيرة المنافس الاكبر للفن السابع فضلا عن الانتشار السريع لاشرطة الفيديو.
ولاحظ الحضور فى هذا الصدد أن الوسائط الالكترونية قد فاقمت التضييق على السينما فى ظل انتاج التلفزات للافلام السينمائية سيما وأن التقنية الرقمية كمادة استهلاكية رغم أنها تمثل طرقا مختصرة فى الصناعة السينمائية من شأنها التأثير المباشر على الاقبال الجماهيرى على قاعات العرض السينمائى.
ولفتوا الى أن التلفزة تبقى ذلك الواصل الاشهارى الاكبر والاوسع قاعدة لاقتحام كل البيوت والوصول الى كل الشرائح والطبقات الاجتماعية على اختلافها وبالتالى التحكم عبر الاشهار والومضات فى مدى انتشار الفيلم ونجاحه جماهيريا.
وتطرقوا الى واقع السينما التونسية وما تشهده من تحولات واشكالات ومعوقات مادية وفنية تحول دون تحقيق تطلعات السينمائيين التونسيين ناعتين فى هذا السياق السينما والتلفزيون ب الاخوة الاعداء واستعرضوا بهذه المناسبة عديد العناوين للافلام التى طبعت الابداع السينمائى وتركت أثرا وشكلت انجازا ومثلت بصمة لرواد السينما بعد الاستقلال على غرار أحمد الخشين والطاهر شريعة ورشيد فرشيو وبهاء الدين عطية.
يشار الى أن ملتقى مخرجى الافلام فى دورته الرابعة انطلق يوم 18 فيفرى الجارى ليتواصل الى غاية يوم 22 من الشهر نفسه.