اذا ما اعتبرنا تونس قاربا تتقاذفه الامواج وكنا نروم الوصول به الى شاطئ السّلام فما علينا الاّ التمكّن من مجدافيه للدفع به نحو الطمأنينة والرّفاه . لكن بالكشف عن حالة المجاذف نجدها مبتورة. وهذا لعمري عين الحال والأحوال. ونعني هنا بالمجاذف الموارد الاساسية التي تقوم عليها الحياة = الماء والطّاقة ،حيث يتّسمان – عندنا – بعجز فادح مما يجعلنا نلهث وراء النموّ ولا نستطيع اليه سبيلا. وهذا ما نحن عليه من هشاشة فى الموازين المالية والاقتصادية مما ينجر عنه عجز تجاري مطّرد متراكم ككرة الثلج دائما في تفاقم حيث كان في سنة 1960، 30 مليون دينارا و ناهز السّنة المنقضية 14 مليار دينارا.
إذا لا بدّ من التمعّن في كنه هذا العجز ومسبباته. وبالرجوع الى الواردات نجد أنّ مجموع ما نورّده من منتجات فلاحيه وطاقية يكاد يعادل هذا العجز التّجاري وخاصة في الخماسية الجارية. أي لو حققنا الاكتفاء الغذائي والطّاقي لكان ذلك كافيا لتعادل وارداتنا صادراتنا ليكون الميزان متكافئا لا عجز يشوبه.هذا بالاظافة الى خلق ما لا يقل عن مليون موطن شغل قار…
1- شحّ المياه
بالرجوع الى مواردنا المائية نجدها جدّ ضئيلة دون 500 م مكعب للفرد في السنة – وذلك بقطع النظر عن نسبة الملوحة والتي تكون في بعض الاحيان اكثر من 3 غ في أللتر. فحسب منظمة الأغذية والزراعة ، ان كانت الموارد المائية لبلد ما دون 1000 م مكعب للفرد في السّنة فلا يمكن الحديث فيه عن نموّ اقتصادي ولا عن حماية للبيئة وان كان مناب الفرد دون 2500 م مكعب فلا يمكن للبلد مقاومة الجفاف ، وهذا المستوى الاخير تعتبره المنظمة “عتبة ألهشاشة ” التي يجب تخطّيها للوصول الى شاطئ الامان.
اذا يبدو جليّا اننا نمتلك تقريبا خمس هذا السقف ، وهو ما يفسّر مستوى انتاجية غراساتنا في الهكتار حيث تبلغ هي أيضا خمس نظيراتها بالضفة الشمالية للمتوسط . فعلى سبيل المثال ينتج الهكتار من اشجار الزيتون باسبانيا 500 كغ من الزيت في الموسم بينما معدل انتاجنا وعلى 10 سنوات لا يفوق 100 كغ في الموسم. كذلك حال الزّراعات الكبرى للحبوب معدّل الشمال 7،5 أطنان/هك بينما عندنا لا تفوق طناّ ونصف الطن في الهكتار.
يبدوا جليّا أن ما وصله مزارعينا لا يقلّ في شئ عن ما وصل له نظرائهم في الضفة الشمالية للمتوسط . لكن ما باليدّ حيلة . أنا على يقين اننا لو ضاعفنا منسوب الفرد من الماء ليصبح 1000 م م ، واستعملنا الري التكميلي لما ضاعفنا مردود الهكتار….وهكذا دواليك
نبلغ اكتفائنا الغذائي اثر توفير 2000 م م وما زاد على ذلك يكون لديمومة النموّ الاقتصادي
يبدو جليّا اذا انّ الماء والملح هما عاملان محددان مباشرة لمستوى انتاجية الحقول ، الأول بندرته وغيابه أحيانا في موجات الجفاف ونتيجة التّغيرات المناخية ، والثّاني بتواجده في مياه السّيلان والآبار وتراكمه في التّربة مما يحد أيضا من الانتاج…
كيف لنا انّ نوفّر هذه الموارد المائية إذا ؟
قام معهد الابحاث الفضائية الالماني بدراسة ضافية بخصوص مسألة شح المياه بالمنطقة العربية ونشرها في اواسط العشريّة الماضية . وكان من نتائجها انّ تغطية نقص الماء يمكن ملؤه باللجوء الى تحلية ماء البحر بالطّاقة الشمسية المباشرة والمركّزة . وفي مايخصّ تونس مثلا قدّر ، حسب تدفّق هذه الطّاقة المذكورة على شواطئنا ، أنّه يمكن ان نجني منها أكثر من 85 مليار م م في السّنة …
يكون التمشّي في هذا البرنامج تدريجي فعلى سبيل المثال لتحقيق اكتفائنا من السكّر نحتاج فقط الى مليار متر مكعّب من الماء يمكن تحليته قرب هرقلة /الطريق السيارة وتوزيعه على المزارعين غربا الى حدود القيروان وذلك لريي 60 الف هكتار من اللفت السكري توفر لنا سنويا 360 الف طن من السكّر ومليون طنا من الاعلاف والمادة الاساسية لصنع الخمير الطبيعي… وهده الاضافات تغنينا عن واردات فلاحيه تناهز سنويا مليار دينارا مع خلق 55 ألف موطن شغل قار وبعث قطب صناعي لتحويل السكر بالقيروان…
وفي مرحلة لاحقة يمكننا المرور من غراسة زيتون بعلية الى مرويّة وذلك بريّ كل شجرة ، بدءا من ألجنوب ، بمتر مكعب من الماء في الاسبوع وعلى امتداد 50 اسبوع . ماء محلّى كما ذكرنا سابقا عرض خليج قابس… يكفينا لبلوغ هذا توفير 3 مليار ونصف م م في السّنة نثمّن بها ما تركه لنا أجدادنا ونرفع انتاجيته من 200 ألف طن في السّنة الى 800 ألف طن من زيت الزيتون البكر والبيولوجي الصرف …
و بعد ذلك نهتم بالاكتفاء الذّاتي من الحبوب…
2- العجز الطاقي= 3مليون طن مكافئ نفط في 2014
وأمّا عن توفير الطّاقة الكهربائية الفوطوضوئية، لتغطية عجزنا الطّاقي ، فهذا صار ممكنا اليوم وليس غدا. اذ التقنية المتوفّرة تمكّننا –أن جهزنا المائة كم مربع من أسطح المنازل بلاقطات شمسية – من انتاج كامل ما نحتاج من الكهرباء المستهلكة سنويا حاليا. وهذا يكون حسب برنامج لا يفوق 5 سنوات…مع امكانية تصدير الفائض منها الى جيراننا من الضفة الشمالية للمتوسط…
يبدو جليّا انّ ما حبتنا به الطّبيعة من طاقة شمسية يمثل ، ان وظّفناه لأغراض تنمويّة ، طوق النجاة وهو السبيل الوحيد الكفيل لتحقيق تنمية مستدامة وبذلك جميع اهداف الثورة.
محمد الشّيخ خليفة ، اختصاصى في الاقتصاد الشّامل
الحيبيب.اللوز القيادي بالنهضة من اين له تلك الاموال 72 مليار تونسي حتى تسنى له الثقيام بالمشروع السياحي الضخم…يجب محسابته لا ان تدعب وزيرة السياحة للتدشين او لوضع حجر الاساس…