يشهد حزب نداء تونس الفائز في الانتخابات التشريعية والرئاسية بالبلاد أزمة غير مسبوقة فجرت الأوضاع داخله وأثارت الجدل في وسائل الاعلام المحلية والأجنبية.
وتعود الأزمة التي تعصف بالحركة الى الصراع الحاد الذي بات جليا بين قيادييه حول المناصب بعد استقالة الباجي قائد السبسي من رئاسة الحزب على خلفية توليه لمنصب رئاسة الجمهورية اثر انتخابه في ديسمبر الماضي.
وقد انطلقت الأزمة بتبادل التهم بين قياديي الحزب في وسائل الاعلام الذين انقسموا الى شقين شق يقوده العضو خميس قسيلة ويدعوا الى مقاطعة الهيئة التأسيسية نهائيا وعدم احترام قراراتها” ويطالب بحلها من أجل “إنقاذ” الحزب وشق آخر يقوده لزهر العكرمي، الذي اتهم عضو الهيئة التأسيسية للحزب، حافظ قائد السبسي- نجل الرئيس السابق للحزب-، ومجموعة من أنصاره بمحاولة الهيمنة على “نداء تونس” وتكريس مبدأ التوريث.
وقد دعا العكرمي الى إجراء انتخابات عاجلة لممثلي المكتب السياسي خلال هذه المرحلة وقطع الطريق عن أي نوايا لتوريث منصب رئاسة الحزب لنجل السبسي.
ومن جانبه اعتبر المدير التنفيذي للحزب بوجمعة الرميلي في تصريح اعلامي الحملة التي يقودها العكرمي بالخطوة الانقلابية ضد الهيئة التأسيسية.
وكان من المقرر أن ينتخب الحزب مكتبا سياسيا الأحد الماضي إلا أن الانتخابات تأجلت بسبب الخلافات حول تركيبة المكتب في وقت اكد فيه لزهر العكرمي في تصريح اذاعي أن تأجيل انتخابات المكتب السياسي تمت بتعليمات من حافظ قائد السبسي.
وفي المقابل استنكر عضو الهيئة التأسيسية للنداء حافظ قائد السبسي، ما وجه لشخصه من اتهامات ،نافيًا وجود أي نية للتوريث صلب نداء تونس ومؤكدا أن وضعيته قانونية صلب الهيئة التأسيسية للحزب.
من جهته اعتبر النائب عن حركة نداء تونس ورئيس البرلمان محمد الناصر في تصريح صحفي أن الحزب مستهدف من عديد الأطراف بهدف إضعافه و تقسيمه حسب قوله.
وفي السياق ذاته دعا النائب في مجلس نواب الشعب عن النداء رضا شرف الدين رئيس الجمهورية والرئيس السابق للحزب الباجي قايد السبسي إلى التدخل في الأزمة من أجل تهدئة الأوضاع بحكمته وتجربته وحنكته على حد قوله.
هذا وشددت الهيئة التأسيسية لحركة نداء تونس فى بيان اصدرته عقب اجتماعها أمس الثلاثاء على ضرورة الاسراع بانجاز المؤتمر الاول للحزب فى أجل لا يتعدى شهر جوان 2015 لتحقيق التحول التنظيمى والديمقراطى المؤسساتى اللازم مبينة انه لم يحدث اى تعديل على تركيبتها الحالية.
كما دعت كافة مناضلى الحزب الى لانتباه من محاولات اطراف من خارج الحزب اضعاف الحزب واثارة الانقاسامات داخله خدمة لاجندات معادية لمصلحة الوطن والانتقال الديمقراطى حسب نص البيان.
ويذكر أن نداء تونس، الذي أسسه الرئيس الجمهورية الحالي الباجي قائد السبسي سنة 2012،يضم يساريين ونقابيين ورجال أعمال ومنتمين سابقين لحزب “التجمع” المنحل.
وتضم اللجنة التأسيسية للحزب، إلى جانب مؤسس الحركة الباجي قائد السبسي كل من لزهر القروي الشابي والطيب البكوش والأزهر العكرمي وسليم شاكر وبوجمعة الرميلي ومحسن مرزوق ووفاء مخلوف وأنيس غديرة وسماح دمق وسلمى اللومي الرقيق.
ويرى مراقبون أن الأزمة التي تعصف بنداء تونس اليوم ورغم أنها ليست الاولى من نوعها حيث اختلف قياديو الحزب في وقت سابق بسبب اشراك النهضة في الحكومة الا أنها تبدو أكثر حدة من سابقاتها بل وتهدد بتفتت الحزب وانقسامه بسبب سعي كل طرف الى تحقيق طموحاته ورغباته الشخصية والسعي الى التموقع..فهل وصل الاخوة الأعداء الى نقطة اللاعودة؟..
وفي انتظار تنظيم المؤتمر الاول للحزب تبقى التجاذبات قائمة بين قياديي حركة نداء تونس.
مقالات ذات علاقة:
الهيئة التأسيسية لحركة نداء تونس تؤكد ضرورة الاسراع بانجاز المؤتمر الاول للحزب
المسعودي: أعضاء من نداء تونس يستعملون “فزّاعة التوريث” لنيل مرادهم