تم تبادل الدينار التونسى الثلاثاء بقيمة 958ر1 دولار فى سوق الصرف بعد ان بلغ عتبة 010ر2 د مقابل الدولار يوم 11 مارس 2015 وفق بيانات البنك المركزى التونسى.
هل يتعلق الامر بانهيار تاريخى للعملة الوطنية ام بانزلاق مرتبط بالظرف الاقتصادى العالمى وبقيمة الدولار ازاء الاورو.
مختصان فى المالية الجامعى معز العبيدى والخبير فى التصرف فى المخاطر المالية مراد حطاب قدما ل قراءتين تحليليتين مختلفتين حول الوضعية.
بيد ان المختصين اتفقا على ضيق هامش تحرك البنك المركزى التونسى بالاضافة الى الاثار السلبية لهذا الارتفاع على الاقتصاد الوطنى ومنها التضخم المستورد والزيادة اللافتة لاسعار المواد الاولية مع تنامى التداين وتدهور ميزان الدفوعات.
// سعر الاورو ازاء الدولار موطن الداء قال العبيدى ان الانزلاق الهام للدينار مقارنة بالدولار فى الاسابيع الماضية يجد جذوره فى الارتفاع القوى للدولار ازاء الاورو اكثر منه فى تقهقر الاقتصاد التونسى.
ان الامر فى صلة باشكالية سعر الاورو ازاء الدولار اكثر منه بسعر الدولار ازاء الدينار كما يوكد ذلك استقرار الدينار امام الاورو فى حدود 07ر2 دينار د يوم 10 مارس عند الشراء وفى حدود 1ر2 د يوم 13 مارس 2015 واوضح الجامعى أن تونس تتحرك ضمن اطار اقتصادى غير ملائم بصفة كبيرة للاورو وملائم للدولار بما يدفع الفاعلين الى بيع العملة الاوروبية فى سوق الصرف.
وفى هذا الصدد فان الارقام الايجابية حول التشغيل فى الولايات المتحدة الامريكية توكد انتعاشة الاقتصاد الامريكى وتوقعات المستثمرين فى ما يخص صعود معدلات الخزينة الامريكية وهو ما سيجعل التوظيفات بالدولار اكثر مردودية مقارنة بمثلها بالعملات الاخرى.
ويخيم فى الضفة الاخرى من الاطلسى الشك بشان قدرة اوروبا على الخروج من الازمة ذلك ان السياسة النقدية التوسعية للبنك المركزى الاوروبى ليست مجعولة لتحسين الاوضاع ويقول العبيدى ان وضعية الدينار تبقى مقلقة طالما بقى العجز الجارى فى مستوى مرتفع جدا قريب من 9 بالمائة من الناتج الداخلى الخام مقابل عجز اقل من 5 بالمائة سنة 2010 //وضعية انهيار الدينار فقد 11 بالمائة من قيمته وتبدو الوضعية مغايرة وفق روية الخبير مراد حطاب فانزلاق الدينار بدأ منذ سبتمبر 2013 حين تخطى الحد النفسى المسموح به امام العملات الاجنبية ليصل الى 6ر1 دينار للدولار الواحد.
وتحدث المحللون ابانها عن حدث تاريخى وعن احتمال ان يكون غير رجعى بالنسبة لاقتصاد وطنى موجه فى اغلبه الى الخارج.
وتابع الخبير الوضع الحالى للعملة الوطنية هى حالة انهيار اذ فقدت فى حيز زمنى وجيز ما معدله 11 بالمائة من قيمتها مقارنة بالعملات الدولية المرجعية الدولار واليان والاورو والجنيه الاسترلينى واشار الخبيران لدى التطرق الى تداعيات هذا الوضع على الاقتصاد التونسى الى التدهور المسجل على مستويات التضخم والتداين وميزان الدفوعات.
وابرز العبيدى فى هذا السياق تاثيرا ايجابيا لارتفاع الدولار والمتمثل فى تحسن عائدات الشركات المصدرة والتى تجرى معاملاتها بالدولار.
وظل الخبير حذرا مفضلا عدم الخوض فى التبعات الا اذا استمر الوضع الراهن لما يفوق الاشهر الثلاثة ثلاثية 0 يشار الى هذا الارتفاع سيودى الى زيادة الدين الخارجى بالدولار وهو ما قد يفاقم من عجز الميزانية.
فى المقابل اوضح العبيدى انه مع انزلاق الدينار ازاء الدولار ليس بالامكان توقع تحسن للعائدات السياحية ذلك ان هذه الاخيرة حساسة تجاه قيمة الاورو ازاء الدينار والتى لم تتغير خاصة وان الاوروبيين يعدون الحرفاء الاساسيين للسياحة التونسية