تعتبر مادة “سمتكس” التى وجدت في الاحزمة الناسفة بحوزة الارهابيين اللذاني تهجما على متحف باردو يوم الاربعاء 18 مارس 2015 وراحت ضحيتها عشرين شخصا من مختلف الجنسيات ، ج أشهر المواد في التفجير لدى الإرهابيين ، اعدها العالم التشيكي بريبيرا والذي اعرب عن قلقه من وصول اختراعه «سمتكس» إلى الإرهابيين
و قضى العالم التشيكي ستانيسلاف بريبيرا العديد من وقته لتطوير «سمتكس» التي تعد افضل مادة تفجيرية بلاستيكية في العالم، صممت هذه المادة عام 1966 لازالة الالغام وتطوير الاجراءات الأمنية الصناعية.
وهي مادة عديمة الرائحة مما يستحيل اكتشافها من قبل الكلاب المدربة او أجهزة الرقابة في المطارات، لكنها بعد أن غادرت مختبر بريبيرا عام 1968، تحولت الى أفضل سلاح يستخدمه الارهابيون في العالم.المصنع الذي ينتج هذه المتفجرات كان تابعا لدولة تشيكوسلوفاكيا ولكن بعد انقسام الدولة بقي المعمل واسمه شركة Chemko في أراضي سوفاكيا في مدينة Strazske وهذا المصنع هو عبارة عن فرع من شركة كبرى قابضة .
مكونات مادة سمتكس
تتكون مادة سمتكس من مادتي “آر. دي. اكس” و”بيتن”، ويمكن تمريرها عبر أجهزة الرقابة في المطارات بسهولة تمرير اي قطعة بلاستيكية.
لم تحدد فترة صلاحية سمتكس حسب تصريحات مكتب المباحث الفيدرالي (اف.بي.آي)، فان ، وتعتبر اقوي من المادة التفجيرية التقليدية “تي. ان. تي” كما انها متوفرة بسهولة في السوق السوداء.
وقد صارت «سمتكس» سيئة السمعة حين تمكنت 12 أوقية فقط من المادة حشرت داخل شريط كاسيت من نوع “توشيبا”، من تفجير طائرة «بان آم» فوق لوكربي في ديسمبر 1998، ما أدى الى مقتل 270 شخصاً. وبعد سنة واحدة على الحادثة، حين انهاء النظام الشيوعي في التشيك، كشف الرئيس الجديد للبلاد فويسلاف هافل انه تم تصدير 900 طن من “سمتكس” الى ليبيا وألف طن الى دول اخرى مثل سورية وكوريا الشمالية والعراق وايران.
ويعتقد خبراء ان كمية “سمتكس” المتوفرة حالياً في العالم تقارب 40 ألف طن. ويقول بريبيرا أنه بعد انتشار “سمتكس” بهذه الكميات الكبيرة في العالم، فان جمهورية التشيك لم تعد قادرة على مراقبة المادة. ويضيف بريبيرا “سمتكس” ليست اسوأ من اي مادة تفجيرية اخرى. المادة التفجيرية الاميركية “سي. 4” لا يمكن اكتشافها هي الاخرى عبر الاشعة في المطارات، الا أنهم لا يريدون ذكر ذلك.
تفجيرات “سمتكس”
منذ اعتداءات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة، بدأت جمهورية التشيك وحلفاؤها الجدد في حلف شمال الأطلسي يعربون عن قلقهم إزاء الإنتاج والبيع المستمر لهذا الاختراع القاتل.
وقام ارهابيو العالم من استخدام هذه المادة المفجرة «سمتكس» في عديد العمليات الارهابية على مدى العقدين الماضيين ومن بين العمليات نجد عملية تفجير طائرة «بان آم» الأميركية فوق بلدة لوكربي الاسكوتلندية عام 1988، وعملية تفجير السفارة الأميركية في نيروبي سنة 1998.
ورغم ما تؤول اليه هذه المادة من مخاطر تهدد الامن واستقرار الدول الا انه لم تعثر اي جهة بعد على طريقة عملية لمحاربة انتشارها، فقررت جمهورية التشيك في الآونة الأخيرة بسط سيطرتها على «اكسبلوزيا» المصنع الذي ينتج المادة التفجيرية، على أمل وقف الاستخدام السيئ لـ«سمتكس».
وقال خبراء دوليون ان السيطرة على المصنع لن يكون الحل في القضاء على المادة وقالت جوناثون ستين المحللة بـالوحدة الاستخباراتية الاقتصادية في براغ “لا أعتقد أن امتلاك المصنع سيكون هو الحل، ان ذلك لن يراقب ما سيحدث بعد ان تغادر المادة المصنع”.
الصانع الاصلي “بريبيرا”
ويقول بريبيرا انه صنع كوكتيلات تفجيرية مماثلة لتلك حين كان صبياً في الثلاثينات في الثلاثينات مضيفا “حينما كنت في العاشرة من عمري صنعت قنابل صغيرة من المفاتيح والمسامير وغبار الكبريت، وبعد ذلك، صنعت متفجرات من مساحيق بيضاء”. وتابع “يمكن فعل ذلك فقط عبر مزج عشب قاتل، المحظور حالياً لحسن الحظ، مع سكر مسحوق، وبذلك تتم صناعة متفجر رائع، لكنه خطير للغاية”.
وحين كان شاباٌ، ترك بريبيرا دراسة الادب التشيكي والروسي، والتحق بالاكاديمية التقنية التشيكية العالية في براغ لدراسة الكيمياء. وبعد تخرجه عام 1950، التحق بالجيش. واكتشف المسؤولون عنه مهاراته فأرسلوه الى المعهد التقني العسكري.
ويعيش بريبيرا اليوم حياة متواضعة، ولا يملك، بعد ان بلغ منه الشيب مبلغه، الا القليل، بل انه لا يملك حتى سيارة ويدرس في جامعة باردوبيس ليحصل على دخل بسيط اضافة الى المعاش القليل الذي يأخذه. ويقول بريبيرا “انني قلق لأن سمتكس قد وصل الى اياد خاطئة.
العالم يلوم اليوم بلادي ويلومني أنا شخصياً، لكنني لا استطيع وقفه». ويختتم قائلاً “صرت أعرف الآن انه اذا كنت تريد الاختراع، فانك تخاطر بأن شخصاً ما سيستخدم صناعتك لغاية لم تكن تقصدها”.
واعتبر وزير الداخلية ناجم الغرسلي خلال ندوة صحفية عقدت اليوم الخميس 26 مارس 2015 ان مادة سمتكس التى احتوتها الاحزمة الناسفة التى كانت بحوزة الارهابين خلال الهجوم الارهابي على متحف باردو هي سمكتكس والتى كانت من الممكن ان تخلق اضرارا فادحة مما يؤدى الى انهيار جزء كبير من متحف باردو.
صبرين المطماطي