ترحما على روحه الطاهرة وتخليدا لذكراه العطرة و اكبارا لمآثره ومناقبه الرائدة وتثمينا لصفحات نضاله المشرقة من أجل تونس واخلاصا للروابط التاريخية وأواصر علاقات الكفاح التي وحّدت الزعيمين الخالدين الحبيب بورقيبة وفرحات حشاد حول هدف تحرير البلاد من ربقة الاستعمار البغيض، تحيي اليوم مؤسسة فرحات حشاد الذكرى 15 لرحيل الزعيم الحبيب بورقيبة الذي ربطته بالزعيم الشهيد فرحات حشاد محطات كفاح بدأت سنة 1949 سنة لقاءها الأول والى غاية 5 ديسمبر 1952 تاريخ استشهاد الزعيم فرحات حشاد…
ذكرى تحل وفي البال تلك الرحلة التاريخية التي جمعت الزعيمين في الولايات المتحدة الأمريكية (سبتمبر/أكتوبر 1951) متزامنة مع المفاوضات الدائرة بباريس بين فرنسا والحكومة الوطنية يقودها الوزير الأكبر محمد شنيق صحبة الزعيم محمود الماطري وثلة من الوزراء…
مفاوضات كان الزعيمان بورقيبة وحشاد يدركان أن فرنسا تناور ولا ترغب في منح تونس استقلالها، فكان عزمهما راسخا على خوض غمار الكفاح المسلح بما يحتم رسم استراتيجية وخطة لإدارة المعركة الأخيرة وطرح كل الفرضيات بما في ذلك اقدام السلطات الفرنسية على الإيقاف والسجن أو حتى القتل.
وعند رجوعهما لتونس حصل ما كان متوقعا حيث أقدمت فرنسا على التصعيد فرفضت رسالة 15 ديسمبر 1951 الشهيرة متنكرة لحقوق الشعب التونسي فكان خطاب الزعيم بورقيبة يوم 13 جانفي 1952 ببنزرت للدفاع عن حريته فسقط أول شهيد يوم 14 جانفي 1952 عند الاحتجاج على اعتقال المرحوم عبد العزيز المسطوري من قيادات الاتحاد العام التونسي للشغل وأقدمت يوم 18 جانفي 1952 على اعتقال الزعيم الحبيب بورقيبة ورفاقه أمثال المرحوم المنجي سليم والشهيد الهادي شاكر وكل الطيف المكون للحركة الوطنية…
وحسب الخطة تولى الزعيم صالح بن يوسف مسؤولية حشد الدعم السياسي والمادي للمعركة وتولى الزعيم الشهيد فرحات حشاد قيادة الحركة الوطنية المقاومة في الداخل حيث أدركت فرنسا مدى الخطر الذي أصبح يشكله على مصالحها ووجودها بتونس فأقدمت على تصفيته يوم 5 ديسمبر 1952 فكان استشهاده خير خادم للقضية الوطنية حيث واصل الزعيم الحبيب بورقيبة إدارة المعركة بكل حنكة وتبصر فكانت اتفاقية الحكم الذاتي سنة 1955 وتم امضاء اتفاقية الاستقلال يوم 20 مارس 1956 ليتفرغ بعد ذلك لإقامة أسس الدولة العصرية.
اليوم والشعب التونسي في ضميره الجمعي يحيي الذكرى 15 لرحيل الزعيم، تبقى ذكرى الشهداء والزعماء ماثلة للأجيال الجديدة خالدة أبد الدهر
رحم الله الآباء والأجداد المؤسسين من الزعماء المصلحين والرواد، ورحم الله شهداء الوطن الأبرار الذين سقطوا نداء لتونس مثلهم مثل شهداء الثورة وضحايا الإرهاب من جيشنا الباسل وأمننا الشجاع والشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي.