أكد رئيس الجمهورية الباجى قائد السبسى أن الرهان الذى تواجهه تونس اليوم هو تعزيز انتقالها السياسى بانتعاشة اقتصادية قوية تسند هذا الانتقال لافتا الى أن المكاسب التى حققتها تونس لا يجب أن تحجب حجم المخاطر القائمة والتى يمكن أن تعرقل مسار انتقالها الديمقراطى .
وأشار قائد السبسى فى كلمة له الثلاثاء أمام مجلس الشيوخ الفرنسى الى الصعوبات الاقتصادية التى تمر بها البلاد جراء عوامل داخلية وبسبب تداعيات الوضع فى ليبيا مضيفا قوله ان التاريخ حافل بالامثلة التى توكد أن بعض الثورات فشلت بسبب تدهور الوضعيات الاقتصادية .
ولدى اثارته موضوع التهديدات الارهابية شدد رئيس الجمهورية الذى يودى اليوم الثلاثاء وغدا الاربعاء زيارة دولة الى فرنسا على أن تونس الزيتونة والارض التى شيدت عليها ثانى أكبر منارات العالم الاسلامى ترفض كل أشكال الانغلاق والظلامية .
وأضاف قوله ينتابنا حزن شديد حين تتجلى الوحشية فى أبشع مظاهرها فى اشارة الى العمليتين الارهابيتين اللتين استهدفتا منطقة باردو يوم 18 مارس الماضى وباريس فى جانفى 2015 وقال رئيس الجمهورية ان تونس فى حاجة اليوم الى أن يكون شركاوها وأصدقاوها الى جانبها.
ليستثمروا معنا وليحثوا المستثمرين المحتملين على ذلك ولكن بالخصوص لمساعدتنا فى انجاز الاصلاحات الهيكلية الكبرى سيما منها اصلاح منظومة التكوين والاصلاح الادارى.
كما دعا الى ارساء تعاون لامركزى بين المدن والولايات التونسية من جهة والمناطق الفرنسية من جهة ثانية موكدا ضرورة انتهاج سياسة طوعية سخية فى مجال المبادلات والشراكة والاستثمار ترتكز على التكامل ومبرزا الحاجة الى التأسيس لاطار دائم للتفكير بين تونس وشركائها من أجل النهوض بالاندماج العمودى أوروبا/المتوسط/افريقيا تضاف اليها منطقة الخليج العربى.
ولدى تطرقه الى رئاسة فرنسا لحوار خمسة زائد خمسة خلال شهر ماى المقبل دعا رئيس الدولة الى أن جعل المتوسط مركزا لفضاء مشترك للازدهار يستفيد منه الجميع وليس جدارا لن يضمن مهما علا بنيانه أمن البعض ولن يقدر أيضا على كبح مشاعر الاحباط واليأس التى تعصف بالبعض الاخر .
وشدد من ناحية أخرى على أن تونس ستواصل العمل على أن يكون المغرب العربى الكبير فضاء للتعاون الاقتصادى.
من جهته أشار رئيس مجلس الشيوخ الفرنسى جيرار لاركى الى أن حضور الرئيس التونسى الى رحاب المجلس يعد تكريما للشعب التونسى لما أبداه من شجاعة وعزم واصرار وكذلك للمرأة التونسى للدور الطلائعى الذى ما انفكت تضطلع به .
ودعا لاركى بالمناسبة الى ارساء شراكة أكثر طموحا فى مجالات التعاون اللامركزى والتربية والاقتصاد ملاحظا أن التربية والحل الامنى هما المكونان الاساسيان لكل استراتيجية ترمى الى مكافحة الارهاب قائلا فى هذا الصدد لقد حان الوقت لتأسيس شراكة أكثر طموحا سيما وأن البلدين دفعا باهظا تكلفة الارهاب