انطلقت أشغال الملتقى الدولي حول “الصحافة المكتوبة: أزمة أم تحولات؟” التى ينظمها معهد الصحافة وعلوم الإخبار بالتعاون مع مؤسسة كونراد اديناور الألمانية.
وتتواصل فعاليات هذا الملتقى أيام 20 و21 و22 أفريل الجاري تتخللها ورشات ومحاضرات يلقيها باحثيون ومهنيون وأكاديميون من تونس والعالم العربي وأوروبا لتكون فرصة لتبادل الاطروحات العلمية والمقاربات المهنية وفرصة لتكريم بعض اساتذة المعهد اضافة الى انه مجال للحوار وتحليل للتحولات التكنولوجية والاقتصادية والثقافية التي تهم الصناعة والممارسة الصحفية.
وفي ظل ما تعيشه الصحافة الورقية من تهديد بالاندثار خاصة في ظل احتكار الصحافة الجدييدة للساحة الاعلامية وازاء هذا الواقع الجديد يجد الباحثون والخبراء والمهنيون انفسهم مدعوين للتفكير حول كيفية كيفية انقاذ هذا القطاع ومحاولات جلب الجمهور في ضوء الرهانات المرتبطة بتسارع نسق تدفق المعلومات وتطوير الميديا الجديدة.
وتمحور هذا الملتقى الدولي على اربعة زوايا هامة اولها توصيف الواقع الجديد للصحافة المكتوبة في مواجهة منافسة المحامل السمعية البصرية وشبكة الانترنت.
فيما تمثل الجزء او المحور الثاني حول رصد الصحافة المكتوبة من خلال تحاليل ميدانية من جهات مختلفة في العالم في عرض للواقع والمستقبل المعقد للصحافة المكتوبة وعلاقته بالجمهور التكنولوجي.
كما تم التطرق خلال الملتقى الى التوجهات الاستراتيجية الكبرى للمؤسسات الصحفية في مواجهة الفضاء الميدياتيكي المرتكز أساسا على الرصيد التكنولوجي المتطور بنسق جنوني فيما تم التساؤل اخيرا على الآليات الحالية في مجالات التعديل الذاتي والتكوين والتصرف .
أما الجلسة الثانية والأخيرة لليوم الأول أخذت شكلاً حواري في اطار ورشات فتح فيها النقاش بين الباحثين والحاضرين للملتقى.
وفي هذا الصدد أكد نقيب الصحفيين التونسيين، ناجي البغوريانه ضرورة أن تقوم الصحافة المكتوبة بتقديم مضامين مختلفة من اجل ضمان يقائها واستمراريتها مضيفا “أصبح مطلوباً الآن من الصحيفة أن تقدم إنتاجاً يعيش لأكثر من 24 ساعة، أو يومين أو حتى أسبوعاً، وإلا فما الذي سيدفع المتلقي إلى شراء المحتوى والاطلاع عليه، ومن ثم الاحتفاظ بها؟”.
فيما رأى الطيب الزهار رئيس جامعة مديري الصحف في تونس أن “الأغلبية الساحقة من المؤسسات الإعلامية للصحافة المكتوبة في تونس على أبواب الإفلاس، ما يتطلب مراجعة عامة لوضعها ، وأنهقبل خمس سنوات، كانت الصحف التونسية مجتمعة تبيع 150 ألف نسخة يومياً، أما الآن فقد انخفض هذا الرقم إلى 70 ألف نسخة فقط، ما يوحب علينا اتخاذ خطوات سريعة لإنقاذ هذا القطاع الهام لأنه لا يمكننا بناء الديموقراطية دون صحافة قوية ومستقلة ذات صدقية”.