احتضنت قاعة الفن الرابع بالعاصمة مساء أمس الثلاثاء العرض الاول للعمل الفنى المسرحية نص واخراج حمادى المزى وانتاج دار سندباد بدعم من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث.
وتقوم المسرحية على جملة من التناقضات فى المفاهيم والتصورات النقاوة مقابل الدنس الصدق مقابل النفاق والتسامح مقابل التعصب والحوار مقابل الاقصاء والحلم مقابل الواقع المتردى وفق تعبير المولف والمخرج لهذا العمل.
وتعالج المسرحية جملة من القضايا الجوهرية منها قضية ما يعرف بالجهاد فى سوريا والارهاب والتهريب بالاضافة الى الصعوبات التى يمر بها قطاع المسرح فى تونس لا سيما منها المالية فى ظل اقتصار الدعم على وزارة الثقافة والمحافظة على التراث فحسب وفق تعبير بطلة المسرحية ثريا البوغانمى وهى خريجة المعهد العالى للفن المسرحى بالكاف.
ومن الخصائص الفنية التى تميز المسرحية عن سابقاتها من أعمال المزى هى أن المخرج اعتمد تقنية برشت لكسر الحاجز الوهمى أو ما يصطلح بتسميته الجدار الرابع بين الممثل والجمهور.
وسمحت هذه التقنية أيضا للمثلين بالتحرر من ثوب الشخصية الكلاسيكية والعودة الى الشخصية الواقعية فى بعض المشاهد.
ولعل المخرج استغل هذا التوظيف لاراحة المشاهد من عناء تتابع الاحداث من ناحية والدعوة الى الخروج عن الطابع المالوف للمسرح الكلاسيكى.
وراهن المزى على مجموعة من الشباب خريجى المعهد العالى للفن المسرحى لتجسيد هذا العمل الفنى وهم ثريا البوغانمى وصابر الخميسى وصابرين السبوعى وصالح جلالى وصابر السعيدى ومحمد رشاد ملحم.
واتسم أسلوب العمل بالحضور اللافت للممثلين على خشبة المسرح حيث كان للانضباط فى حركة الممثلين بعد جمالى فى الاستحواذ على تركيز المشاهد الذى ظل مشدودا لروح المجموعة طيلة 70 دقيقة.
ولم ينس المخرج فى المسرحية أن يثنى على عدد من رواد المسرح التونسى بينهم على بن عياد والطيب الوسلاتى وسمير العيادى وغيرهم.