افتتحت اليوم الخميس بالمعهد الوطنى للعلوم الفلاحية بتونس جامعة تونس قرطاج فعاليات الدورة الخامسة للمنتدى العالمى للديمقراطية الحديثة المباشرة بمشاركة سياسيين وممثلين عن جمعيات ومنظمات وطنية ودولية.
وأكد رئيس الحكومة الحبيب الصيد فى الجلسة الافتتاحية للمنتدى الذى يتواصل على مدى أربعة ان دستور الجمهورية الثانية اثار فى بابه المتعلق بالسلطة المحلية مسائل دقيقة ذات صلة بأدبيات حقوق الانسان ومواثيق الديمقراطية والحكم الرشيد كالديمقراطية التشاركية ومبادى الجهوية الموسعة وسياسة القرب.
وبين أن جميع هذه الادبيات تقوم على المبدأ القاضى بتوزيع السلطة بين المركز والموسسات الجهوية أوالمحلية بغية بناء تنمية جهوية ومحلية مستدامة وفاعلة وقريبة من المواطن.
واعتبر أن التنمية البشرية لا يمكن أن تتحقق فى غياب الحكم الرشيد قائلا ان الحكم الرشيد لا يمكن أن يكون نافذا ما لم يكفل التنمية وهو ما يستوجب ارساء مبادى الديمقراطية التشاركية .
فى سياق اخر أكد الصيد ان تونس تعيش مرحلة مفصلية فى تاريخها الحديث وتمكنت من ارساء أول ديمقراطية فى الوطن العربى وأن الشعب التونسى كان دائما رافضا للعنف ونابذا للتعصب والانغلاق ووقف صفا واحدا فى وجه محاولات جره لدائرة العنف والتناحر والاقتتال وهو ما يتجلى فى التفافه حول موسساته الامنية والعسكرية.
ولاحظ أن الاعمال الارهابية المعزولة مكنت كذلك من حشد المزيد من الدعم والموازرة الدولية لتونس قائلا أصبح متحف باردو قبلة السياسيين والاعلاميين وأصدقاء تونس الذين أرادوا أن يثبتوا أنه لا خوف على مستقبل هذا البلد الامن ولا خشية على ثبات عزمه على الانتقال بالبلاد الى مرحلة الديمقراطية التشاركية الشاملة والموسعة .
من جهته اعتبر الامين العام للاتحاد العام التونسى للشغل حسين العباسى أن المجال المحلى هو محرار درجة ترسخ الديمقراطية فى المخيال الفردى والجماعى واداة مثلى لقيس مدى ديمقراطية النظام السياسى .
وأوضح أن الديمقراطية فى الوسط المحلى هى السبيل لتبين مدى تقدم مسار الانتقال الديمقراطى أو محدوديته مبرزا اهمية الفصول الواردة فى باب السلطة المحلية من الدستور التونسى والتى توسس حسب تقديره للامركزية فعلية قائمة على التوفيق بين مقتضيات الديمقراطية المحلية.
وأقر العباسى بأن تونس ما تزال حديثة العهد ببعض المفاهيم كالديمقراطية المحلية والتشاركية واللامركزية والتى غيبتها عقود من المركزية الخانقة ومن التنظيم الادارى المكرس للمنطق الامنى التسلطى حسب تعبيره.
أما رئيس المنتدى العالمى حول الديمقراطية الحديثة المباشرة برونو كوفمان فقد اكد ان اختيار تونس لاحتضان الدورة الخامسة من المنتدى ليس من قبيل الصدفة وانما هو نتيجة الانبهار بنجاحها فى المرور الى الديمقراطية موضحا أن المنتدى يهدف الى تعزيز الديمقراطية التشاركية وتحفيز الشباب على المشاركة السياسية وفى اتخاذ القرار.
وأبرز لسعد العاصمى رئيس جامعة تونس قرطاج التى تحتضن هذه التظاهرة الدولية أهمية دور الجامعة فى التنوير الفكرى والحضارى وفى ادخال ديناميكية فكرية جديدة تهدف الى ارساء أسس الديمقراطية التشاركية والمواطنة الناشئة.
يشار الى أن المنتدى العالمى للديمقراطية الحديثة المباشرة ينتظم من 14 الى 17 ماى الجارى ببادرة من المنتدى العالمى حول الديمقراطية الحديثة بالتعاون مع الاتحاد العام التونسى للشغل وجامعة تونس قرطاج وبمساهمة المركز العربى للدراسات والبحوث السياسية والمعهد الاوروبى للبحوث وسويس انفو وراديو هولندا.
ويتضمن برنامج المنتدى جلسات لتبادل المعلومات والاراء حول حول افاق اللامركزية والديمقراطية التشاركية فى تونس بمشاركة ناشطين تونسيين ساهموا فى انجاز الدستور من مختلف الميادين السياسية والاجتماعية والمدنية.
كما تلتئم ورشات عمل تتناول بالخصوص مواضيع تتصل بالمرأة والديمقراطية والديمقراطية والاسلام والديمقراطية المباشرة وحالة الديمقراطية المحلية ووسائل الاعلام والديمقراطية على ان تشفع الاشغال باصدار بيان تونس