عرض الزقلامة أو الطبلة بلغة الفن الشعبى هو عرض فنى من اخراج الفنان الاسعد بن عبد الله سعى من خلاله هو والفريق العامل معه لجمع التراث الموسيقى التونسى المتناثر.
ويعتمد الزقلامة الذى قدم عرضه الاول اليوم بالعاصمة على مكونات متعددة منها الاغانى التراثية والحركات والايماءات والرقص اضافة الى الملابس والاضواء.
وفى تصريح ل أعرب بن عبد الله عن أمله فى أن يحظى هذا العمل بدعم الهياكل المختصة وخاصة وزارة الثقافة والمحافظة على التراث باعتبارها مسوولة عن حفظ هذا الجزء الكبير من الذاكرة الوطنية الا وهو الذاكرة الموسيقية الشفوية التى يجرى حاليا تجمعيها وتبويبها .
وتتمحور الاغانى الشعبية المعتمدة فى هذا العرض حول العلاقة مع الاخر سواء كان الاخر المستعمر أوالحامى أوالجندى أوالاخر المثير للرغبة وتكون نقطة الانطلاق مع مع الرقص التقليدى أو الخطوة التونسية كما يحلو للمخرج تسميتها.
وشدد بن عبد الله على أن هذا العرض الديناميكى يسلط الضوء على التراث اللامادى مع البحث فى حداثته دون تشويه روحه 0 ويرمى هذا العرض الذى يومنه كل من رشدى بلقاسمى الهياب والشاب بشير الزقلام الى اضفاء لمسة حداثية لشفوية متروكة مقفلة ومتكلسة عادة ما تكون صورتها فولكلورية فى العديد من التعبيرات الفنية لتكون أقرب الى الانثروبولوجيا.
ويقدم الفنانان مجموعة من الحركات بما تحمله الحركة من معانى كسلطة وكسلوك بشرى يتجلى فى الغناء والرقص والتعويذات والنوبات والتخميرات وغيرها.
ولغة الحركات كما يقدمها المخرج الاسعد بن عبد الله هى نبع التعبيرات الانسانية التى يقوم من خلالها المودى بحركاته الجسدية التلقائية والارادية لتجعل كل الحواس مستنفرة ومستعدة للتشابك بين العاطفى والجسدى .
وخضع عرض الزقلامة لتسلسل غنائى بدأ بموال صالحى تلته أغنية نحوس فى البلدان أتجول ثم عيشة ومامية و القريب و بنت الدلال والهمة الى جانب شهود الباطل و الرومى و فرنسا و الامريكان و الالمانى و حمامة طارت ويستحضر هذا العمل الفنى سير وأماكن وجنسيات مختلفة من الجزائر وفرنسا وايطاليا والمانيا وأمريكا ليشكل مجموعها جزءا من الذاكرة.
وعمل الجسد فى الزقلامة على انشاء خطوط ومنحيات بينما أنتجت الاصوات موجات وضربات وايقاعات وقامت الاضواء على القرب والجوار حينا وعلى الابهار حينا اخر ليقدم هذا العرض مشاهد يتداخل فيها التوتر والسلطة والصداقة والضحك فى فضاء مغلق كتب لخطاب يقوم على احياء المنسى ويذكرنا بزمن ليس بالبعيد.