نسبة نمو الحالية تنبىء بأزمة اجتماعية ثانية واخيرة

قال الخبير فى المخاطر الاقتصادية مراد الحطاب ان نسبة النمو المسجلة خلال الثلاثى الاول من سنة 2015 والمقدرة 7ر1 بالمائة تنبىء بمواجهة البلاد لازمة اجتماعية خطيرة تتجلى من خلال تفاقم البطالة والوضعيات الهشة والفقر .وكشف الحطاب الذى حاورته وكالة تونس افريقيا للانباء حول سبل انعاش النمو الاقتصادى أن ثلث الاجراء فى تونس يصنفون فى خانة الفقراء اذ يتقاضون راتبا شهريا باعتبار كل الاعباء الاجتماعية والجبائية لا يتجاوز 830 دينارا د .ويستند الحطاب فى تحليله الى نتائج دراسة أجرتها جامعة تونس موخرا بالتعاون مع مركز الدراسات والبحوث الاقتصادية والاجتماعية.
كيف تحللون نسبة النمو المسجلة خلال الثلاثى الاول من سنة 2015 الحطاب تبقى نسبة النمو 7ر1 بالمائة غير كافية لتمكين البلاد من مراكمة الثروة الاضافية وضمان احداث المزيد من مواطن الشغل ودعم الطلب الفعلى وبعث مشاريع جديدة او توسعة اخرى قائمة.
هذه النسبة الضعيفة لن تساعد على ايقاف نزيف الخسائر فى التجارة الخارجية المقدرة حاليا بقيمة 900 مليون دينار م د شهريا على مستوى المبادلات التجارية مع بقية العالم كما تعانى البلاد من عجز مزمن للميزان الجارى بنحو 6300 م د سنويا.
وتبين النتائج التى نشرها المعهد الوطنى للاحصاء والمتعلقة بالبطالة ان نسبة بطالة وصلت الى 8ر14 بالمائة فى الثلاثى الاول من سنة 2015 فى حين يشير التقرير حول راس المال البشرى الذى انجزه المنتدى الاقتصادى العالمى دافوس ان معدل البطالة يفوق 20 بالمائة.
هذه التناقضات غير المفسرة تظهر حاليا على مستوى الارقام الرسمية وخاصة فى مجال الاستثمار اذ يعمد بعض كبار المسوولين الحكوميين الى الحديث عن تراجع جملى للاستثمار المحلى والاجنبى بنسبة تتراوح بين 22 و30 بالمائة فى الوقت الذى يتحدث اخرون عن تطور نوايا الاستثمار واساسا الاجنبية فى القطاع الصناعى بنسبة 58 بالمائة حتى موفى مارس 2015 وغادرت تونس منذ سنة 2011 نحو 2600 موسسة اجنبية وتونسية لتستقر فى دول اخرى.
وارتفع حجم اعمال الشركات التونسية فى الجزائر لاكثر من 530 م د وهو ما ادى الى فقدان اكثر من 40 الف موطن شغل بالنسبة للتونسيين.
واحذر من ان نسبة النمو الحالية توشر الى ان البلاد على ابواب ازمة اجتماعية تتمظهر من خلال ازدياد معدل البطالة وهشاشة الاوضاع والفقر.
ولاول مرة منذ عقود بلغت نسبة الفقر عتبة 30 بالمائة فيما تراجعت الطبقة الوسطى الى 40 بالمائة.