أكد رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ناجى البغورى أن 70 بالمائة من العاملين فى مجال الصحافة المكتوبة لا تطبق عليهم الاتفاقيات المشتركة ولا يحظون بعقود شغل واضحة وليست لديهم ظروف عمل مستقرة .
واعتبر البغورى فى تصريح اعلامى صباح اليوم الاربعاء بمناسبة الورشة الاقليمية التى تنظمها نقابة الصحفيين والاتحاد الدولى للصحافيين يومى 3 و4 جوان 2015 تحت عنوان الحق فى التنظيم النقابى والحق فى المفاوضات الجماعية أن مجلة الشغل تبقى اطارا عاما وبالتالى يجب أن تكون هناك قوانين تحمى الصحفيين وخصوصية العمل الصحفى .
وقال انه كلما سجلنا هشاشة فى تشغيل الاعلاميين فى وسائل الاعلام كغياب عقود العمل أو غياب أجور محترمة للصحفيين يصبح المجال مفسوحا أمام الصحافة الرديئة والتحكم فى حرية الاعلام وضرب حرية الصحافة.
ولاحظ نقيب الصحفيين أن القوانين المنظمة للمهنة فى تونس الاتفاقية المشتركة بالنسبة الى الصحافة المكتوبة والقانون الاطارى بالنسبة الى الاذاعة والتلفزة والتى تم صياغتها فى وقت سابق أصبحت غير ملائمة للوضع الحالى رغم ما أجرى عليها من تحويرات مضيفا أن هذه الاتفاقيات رغم نقائصها ومساوئها فهى لا تطبق فى اشارة بالخصوص الى مجال الصحافة المكتوبة.
أما بالنسبة الى الاتفاق الاطارى للاذاعة والتلفزة فقد أكد البغورى أنه بحاجة الى تطوير لان طريقة صياغته لم تهتم بالاطار الصحفى واهتمت أكثر بالاعوان والعملة حسب رأيه مسجلا الغياب التام لاتفاقيات مشتركة ولتطبيق القوانين فى موسسات القطاع السمعى البصرى والقطاع الخاص .
وعلى صعيد اخر أفاد نقيب الصحفيين أن هذه الورشة الاقليمية تجمع عديد النقابات من الدول العربية وتهدف الى التباحث حول مسالة مدى ملائمة القوانين المحلية للقوانين الدولية فى ضمان حقوق العاملين فى مجال الاعلام .
وأضاف أنه سيتم خلال الورشة مناقشة القوانين المحلية المنظمة لحقوق الصحفيين فى كل بلد على حدة ومقارنة ذلك بالاتفاقيات الدولية للخروج بتوصيات من أجل دعم النقابات الاعلامية واتحادات الصحفيين حتى تبادر باقتراح تشريعات وتقوى قدرتها التفاوضية من أجل أن بلورة اتفاقيات للصحفيين تكون ضامنة لحقوقهم وضامنة لظروف عمل جيدة ولبيئة سليمة لممارسة مهنة صحفية جيدة.
وقد تم خلال هذه الورشة عرض نتائج استبيان أنجزه الاتحاد الدولى للصحفيين حول العمل النقابى والواقع القانونى.
ومن جهته أفاد منير زعرور منسق العالم العربى والشرق الاوسط بالاتحاد الدولى للصحفيين فى تصريح لوسائل الاعلام أن انجاز هذا الاستبيان سيمكن النقابات الصحفية من مراجعة الواقع القانونى الذى تعمل فى ظله ومن معرفة احتياجات أعضائها.
وجاء فى الاستبيان بالخصوص أن أزمة الصحافة المكتوبة حلت بدول العالم العربى فى السنوات الاخيرة بعد أن كانت عرفتها منذ 10 سنوات مضت الدول الغربية مضيفا أن الازمة مستفحلة الان فى الدول العربية وتغلق بسببها موسسسات الصحافة المكتوبة ويفقد من جرائها العديد من الصحفيين مواطن شغلهم.
كما أشار الاستبيان الى وجود جمود فى البنى النقابية موصيا فى هذا الصدد بضرورة أن تكون النقابات الصحفية بالدول العربية ممثلة على المستوى الافقى والعمودى وتمثيلية فى الجهات وصلب الموسسات الاعلامية وتمثيليات على المستوى الوطنى وأخرى قطاعية حتى لا تكون النقابة الصحفية مجرد مركزية والقاعدة مغيبة تماما .
يذكر أن هذه الورشة ستناقش على مدى يومين واقع المفاوضات الجماعية ونموذج الاتفاقيات الجماعية فى الاعلام والجهة التى ينبغى على النقابات التفاوض معها نيابة عن الصحفيين فى القطاع العمومى وخطط النقابات للمفاوضات الجماعية والتحديات التى تواجه الصحفيين العاملين فى الشبكات الاخبارية العربية.