الخاص انتزع المنتخب التونسى لكرة القدم نقطة ثمينة من مضيفه المغربى عندما فرض عليه التعادل 1 1 مساء امس الاثنين على المركب الرياضى محمد الخامس بالدار البيضاء لحساب الجولة الافتتاحية من الدورة التاهيلية الاولى لبطولة افريقيا للامم للاعبين المحليين 2016 برواندا.
ورغم الغيابات العديدة فى صفوف المنتخب التونسى بسبب الاصابات التى لحقت مجموعة من اللاعبين على غرار صابر خليفة وعلى معلول وبلال العيفة وحمدى النقاز وايمن المثلوثى فان الفريق نجح فى كسب الرهان والخروج بنقطة مشجعة من شانها ان تشكل خير حافز للاعبين قبل المواجهة الثانية امام ليبيا يوم الخميس المقبل.
وهو التعادل الثالث على التوالى الذى يفرضه منتخب نسور قرطاج على منتخب اسود الاطلس فى المغرب ضمن بطولة افريقيا للامم للاعبين المحليين بعد الاول 2 2 على نفس هذا الملعب فى اقصائيات نسخة 2011 تاهل المنتخب التونسى لتعادله ذهابا فى سوسة 1 1 والثانى صفر صفر فى طنجة لحساب تصفيات دورة 2014 تاهل المنتخب المغربى لفوزه ذهابا فى سوسة 1،0 واعتمد الاطار الفنى على تشكيلة لم تضم سوى لاعبين اثنين مقارنة بتلك التى خاضت مباراة جيبوتى يوم الجمعة الماضى فى اطار تصفيات كاس افريقيا للامم 2017 وهما حارس المرمى معز بن شريفية والمدافع محمد على اليعقوبى فى خيار كان الهدف من ورائه ضمان الانتعاشة البدنية من جهة والوقوف على امكانيات بعض اللاعبين الشبان مثل محمد امين بن عمر وحسين الربيع وزياد بوغطاس من جهة اخرى.
وتميز اداء ابناء المدرب جورج ليكنز خلال الشوط الاول باداء دفاعى محكم وانضباط تكتيكى كبير اذ نجحوا فى غلق المنافذ المودية الى مناطقهم بفضل حسن انتشارهم على الميدان وتقارب الخطوط الثلاثة ليعجز المنتخب المغربى تقريبا عن خلق أى فرصة تسجيل وهو ما اثار حفيظة الجمهور المغربى الذى عبر فى اكثر من مناسبة عن عدم رضاه عن اداء فريقه.
وبقى المنتخب التونسى يتحين الفرصة لمباغتة الدفاع المغربى سواء عن طريق الهجمات المرتدة بواسطة التيجانى بلعيد ويوسف المويهبى واحمد العكايشى او الكرات الثابتة التى اثمرت احداها هدف السبق بعد ركلة ركنية تابعها كريم العواضى براسه واضعا الكرة فى الزاوية البعيدة للحارس محمد امين بوكرادى فى الدقيقة 39 وعن هذه الواقعية فى الاداء قال مهاجم المنتخب التونسى يوسف المويهبى لقد تمكنا من الحد من خطورة المنافس بعدم ترك المساحات الشاغرة وحسن تطبيق طريقة الضغط على حامل الكرة.
المنتخب المغربى يضم لاعبين ذوى امكانيات فنية وفردية عالية لكنهم يتسمون ببعض الضعف على المستوى التكتيكى.
تحلينا بالصبر وبقينا نترصد الفرصة المناسبة لمباغتته وهو ما نجحنا فى تحقيقه من احدى الكرات الثابتة وفى المقابل اعرب المدافع المغربى عبد اللطيف نصير عن عدم رضاه للوجه الذى ظهر به الفريق فى الشوط الاول مبينا ان المنتخب التونسى لعب بتنظيم محكم وتنشيط دفاعى جيد اذ عمد الى خلق التفوق العددى فى وسط الميدان لمنعنا من التدرج بالكرة بسهولة كما وضع على كل رواق لاعب اضافى لتامين المساندة فى التغطية للظهيرين الايمن والايسر وهو ما اربك حساباتنا وجعلنا غير قادرين على صنع فرص تهديف .
وتابع لاعب الوداد البيضاوى قبلنا هدفا فى اواخر الشوط الاول من كرة ثابتة رغم اننا تدربنا كثيرا على كيفية التعامل مع الركلات الحرة وضربات الركنية لاننا نعلم خطورة المنتخب التونسى فى هذه الناحية بالذات غير اننا افتقدنا التركيز فى احدى هذه الوضعيات وكان تمركز اللاعبين غير سليم وهو ما استغله المنافس على افضل وجه 0 غير ان الامور انقلبت خلال بداية الشوط الثانى راسا على عقب خاصة مع اقحام المدرب محمد فاخر ثنائى الهجوم محسن ياجور وعبد الاله الحفيظى حيث اصبح المنتخب المغربى الطرف الافضل ومارس ضغطا قويا على الدفاع التونسى لا سيما على الرواق الايمن من جهة ماهر الحناشى.
وبعد سلسلة من الفرص الضائعة نجح البديل الحفيظى فى ادراك التعادل بعدما تابع عرضية متقنة من عبد الجليل جبيرة على مستوى القائم الثانى مستغلا غياب التغطية الدفاعية من قبل حسين الربيع ليعيد المقابلة الى نقطة البداية 67 . وبادر ليكنز بالقيام ببعض التغييرات من اجل ضخ دماء جديدة فى الفريق واعادة التوازن المنشود فى وسط الميدان من خلال اقحام شاكر الرقيعى والياس الجلاصى مكان محمد امين بن عمر والتيجانى بلعيد الى جانب تشريك طه ياسين الخنيسى عوضا عن احمد العكايشى لاعطاء اكثر حيوية فى الخط الامامى.
ويمكن القول ان هذه التبديلات كانت ناجحة خصوصا فى ظل محدودية الرصيد البشرى المتوفر باعتبارها ساعدت المنتخب التونسى على الرجوع فى اللقاء والاستحواذ مجددا على الكرة وبالتالى تخفيف العبء على الدفاع ليخرج الفريق بالمباراة الى بر الامان.
وعن تراجع اداء المنتخب فى بداية الشوط الثانى اوضح كريم العواضى دخلنا الفترة الثانية من اجل المحافظة على اسبقيتنا وهو ما جعلنا نقبل اللعب ونعود الى الخلف كما ان اداء المنتخب المغربى تحسن بشكل واضح وخلق لنا بعض المشاكل بلعبه القصير والسريع لكن اعتقد ان ما يحسب لنا فى هذا الشوط محافظتنا على تركيزنا وهدوئنا بعد هدف التعادل حيث عرفنا كيف نرد الفعل ونتعامل مع بقية مجريات المباراة.
واضاف متوسط ميدان الملعب التونسى علينا الان طى صفحة هذه المقابلة وتوجيه تركيزنا نحو لقاء ليبيا الذى سيكون صعبا خاصة وان المنافس تمتع بفترة راحة اطول وهو يتكون تقريبا من نفس لاعبى المنتخب الاول الذى واجه المغرب يوم الجمعة الفارط فى اغادير.
سنحاول استرجاع قوانا حتى نكون جاهزين لهذا الموعد خصوصا من الناحية البدنية . ومن جانبه اشار احمد جحوح ان المنتخب المغربى لم يكن يستحق الهزيمة بالنظر للمردود الذى قدمه خصوصا خلال الدقائق ال25 الاولى من الشوط الثانى مضيفا لقد كان اداونا خلال الشوط الاول هزيلا ولا يعكس حقيقة امكانياتنا لذلك كنا عازمين خلال الفترة الثانية على تقديم وجه مغاير من اجل تفادى الهزيمة.
خلقنا عدة فرص سانحة للتهديف وكان بامكاننا تسجيل اكثر من هدف لكن تبقى نتيجة التعادل مقبولة عموما باعتبار قيمة المنتخب التونسى وخبرة عناصره المتمرسة باجواء التصفيات الافريقية مع انديتها.
المهم اننا لم ننهزم غير ان التدارك اضحى حتميا فى المقابلة الثانية امام المنتخب الليبى فالانتصار سيجعلنا ننهى هذه الدورة الترشيحية الاولى فى الصدارة 0 هذا وسيجرى المنتخب التونسى صباح اليوم الثلاثاء بداية من الساعة الحادية عشرة صباحا بالتوقيت المحلى منتصف النهار بتوقيت تونس حصة لازالة الارهاق على ان تدور الحصة التدريبية انطلاقا من الساعة السادسة مساء على ملعب مولاى رشيد.