فى حدود الساعة الثانية والنصف من يوم الجمعة 12 جوان كانوا يعملون فى مكاتبهم فى القنصلية التونسية العامة بطرابلس لينقلب واقع يومهم العادى الى كابوس.
وتحت صوت الرصاص هاجمتهم عصابة مسلحة لتخرجهم من مقر عملهم فى خرق فادح لكل المعاهدات والاعراف الديبلوماسية ذات الصلة التى تعتبر القنصليات والسفارات مقرات سيادة لبلدانهم والاعتداء عليها مرفوض.
ثم داخل سيارة كوموهم كان عددهم 10 محاطون بأفراد المجموعة المسلحة التى كانت تطلق الرصاص دون ضابط ليأخذوهم الى مكان فى طريق المطار ويحبسونهم رهينة لمقايضة السلطات التونسية .
سلامتهم مقابل استرجاع قائدهم وليد القليب الموقوف فى تونس.
فى البداية تعاملوا معنا معاملة قاسية تعرضنا للضرب والتعذيب وخاصة على المستوى النفسى هكذا كانت الرواية على لسان أحد المخطوفين جمال السايبى الذى بدت على وجهه علامات الاجهاد والارهاق وعلى عينيه المحمرتين اما من أثر البكاء أوقلة النوم والارهاق.
ويمضى السايبى قائلا بعد يومين من الاحتجاز تحسنت المعاملة وكان هناك شخص وحيد ضمن المجموعة يحمينا من بطشهم وهو على القليب أحد أفراد عائلة وليد القليب والاكيد أن السبب هو تجاوب السلطات التونسية التى مكنتهم من الاتصال بقائد كتيبتهم الذى طمأنهم أنه بحالة جيدة . وان قبل السايبى التصريح ورواية تفاصيل الاختطاف فان بقية العائدين اليوم من ليبيا على الطائرة التى حطت فى مطار العوينة بدوا مشوشين ورفضوا تقديم تصريحات ومن بينهم من قبل التصريح فغالبته العبرة ولم يستطع مواصلة الكلام.
أما عائلات المختطفين الذين كانوا ينتظرون ذويهم بفارغ الصبر فقد تحدثوا عن التعذيب النفسى الذى عاشوه وهم يتصورون كافة أنواع السيناوريوهات المحتملة لنهاية هذه الحادثة خاصة مع تكتم وزارة الشوون الخارجية وغلق أبوابها أمامهم.
زوجة جمال السايب التى كانت هى الاخرى تعمل فى ليبيا سابقا وفضلت العودة الى تونس رفقة أبنائها الثلاثة تحدثت عن تعرض زوجها الى الضرب على موخرة رأسه بعقب المسدس وفق ما أكده لها فى اتصال هاتفى حالما تسنى له ذلك.
شقيق أحد المخطوفين هو الاخر عاب على السلطات التونسية تكتمها الشديد على الموضوع وغياب التواصل والاتصال مع ذويهم قائلا لم يكن لناأى اتصال معهم قبل انتشار خبر الافراج عنهم الذى بقى هو الاخر بين التأكيد والنفى حتى اخر لحظة قبل وصولهم الى معبر راس الجدير.
وانتقد عدم السماح لعائلات المخطوفين بمقابلة اى مسوول فى وزارة الشوون الخارجية لطمأنتهم على وضعية ابنائهم المختطفين او عن الجهة التى قامت بالاختطاف.
وكان وزير الشوون الخارجية الطيب البكوش أعلن اليوم الجمعة أنه تقرر غلق القنصلية التونسية بالعاصمة الليبية طرابلس وعودة كافة العاملين بها الى أرض الوطن بعد حادثة اختطاف 10 تونسيين منها والتى وصفها ب الحادثة الخطيرة .وأعلنت وزارة الخارجية عن الافراج نهائيا عن الديبلوماسيين المختطفين من القنصلية العامة بطرابلس.
يذكر ان دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بالعاصمة قررت يوم الاربعاء تسليم المدعو وليد بن محمد القليب موقتا للسلطات الليبية بعد النظر فى طلب التسليم الذى قدمته السلطات الليبية بناء على الاتفاقية المبرمة بين تونس وليبيا بخصوص تسليم المجرمين . وتجدر الاشارة الى أن قاضى التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس أصدر بطاقة ايداع بالسجن فى حق وليد القليب القيادى فى تنظيم فجر ليبيا عقب ايقافه فى 17 ماى 2015 بمطار تونس قرطاج للاشتباه فى تورطه فى المشاركة فى اقامة معتقلات ومعسكرات بليبيا لاحتجاز مدنيين من بينهم تونسيون.
الوسومأخبار تونس القنصلية التونسية فى ليبيا المصدر التونسية تونس تونس اليوم ليبيا مطالب المختطفين معاملة سيئة