عادة ما يتميز شهر رمضان بتزايد الاقبال على شراء دقلة النور التى تحقق قفزة فى أسعارها وتضمن لاصحاب مخازن تبريد وتخزين التمور هامشا مقبولا من الربح الا ان رمضان هذه السنة يشهد تراجعا كبيرا فى بيع التمور على عين المكان بمخازن التبريد وبات يحتم على العديد من الفلاحين ومخزنى التمور التنقل بمنتوجهم الى عدد من أسواق الجملة بالبلاد قصد ترويج بضاعتهم التى يرى كثير منهم انه اذا ما لم تروج فى شهر رمضان فان احتمالات بيعها بعده تتضاءل الى حد كبير على حد قولهم.
وأوضح عدد من أصحاب مخازن تكييف وتبريد التمور وبعض الفلاحين الذين يستأجرون أماكن بهذه المخازن لخزن تمورهم وبيعها بعد انقضاء موسم جمع الصابة لتحقيق مداخيل اكبر وتجنب اغراق السوق بالسلع فى فترة جمع صابة التمور وهو ما قد يوثر على أسعار بيعها ان الاقبال على شراء التمور المخزنة عادة ما يتضاعف قبيل شهر رمضان لتامين حاجيات السوق الداخلية من هذه البضاعة التى تعد من المكونات الرئيسية لمائدة الافطار عند التونسى .
واضافوا انه على خلاف العادة فان الاقبال على هذه التمور فى هذه السنة شبه منعدم و لا يضمن للفلاح او المخزن حتى رأسماله الذى اشترى به البضاعة واوضحوا ان أسعار البيع فى الفترة الحالية تتراوح بين 2000 مليم و2500 مليم للكلغ الواحد بالنسبة للتمور المعروفة لدى الفلاحة باسم شرموخ ولا تتجاوز 3000 مليم بالنسبة للتمور الرباط وهى تمور يتم ترصيفها فى صناديق الخزن فى شكل حزم صغيرة .
واشاروا الى ان الاسعار التى اشتروا بها البضاعة فى موسمها تترواح بين 2200 و2800 مليم بالنسبة للصنف الاول وتصل احيانا الى 4000 مليم بالنسبة للصنف الثانى وهو ما يتسبب لهم فى خسائر كبيرة فى رأسمالهم خاصة مع احتساب تكلفة التخزين واستهلاك الكهرباء فى مخازن التبريد طيلة هذه المدة التى انطلقت لدى البعض منذ بداية شهر جانفى الى الان .
وفى ردهما على هذه الاشكالية أكد كل من المدير الجهوى للتجارة سفيان زيد ورئيس الاتحاد الجهوى للصناعة والتجارة عبد الله مكشر لمراسل ان العمل على ايجاد حل لاشكالية ترويج التمور المخزنة بعدد من مخازن التكييف والتبريد بالجهة انطلق منذ مدة وذلك من خلال حث أصحاب المحلات على التنقل ببضاعتهم الى فضاءات البيع من المنتج الى المستهلك بعدد من ولايات الجمهورية مع العمل على تامين فضاءات بهذه الاسواق لهولاء التجار وهو ما سيساعدهم فى ترويج كميات كبيرة من منتوجاتهم المخزنة من ناحية وفى التعريف ببضاعتهم من ناحية ثانية .
كما تمت الاشارة الى ان استهلاك التمور لا يزال من العادات الموسمية لدى المواطن التونسى والمرتبطة أساسا بشهر رمضان فى حين يمكن العمل على جعل هذا المنتوج من الغلال التى تشهد رواجا طيلة السنة لذلك وجب على أصحاب مخازن التبريد والفلاحين التعاون مع الهياكل الادارية من اتحاد للصناعة والتجارة واتحاد للفلاحين وادارة للتجارة ومندوبية الفلاحة قصد وضع استراتيجية عمل تساعد على ترويج المنتوج من خلال الحرص على تصنيفه تصنيفا جيدا وتاطير الفلاحين حتى يتحول الترويج من ترويج مناسباتى الى ترويج دائم على امتداد السنة