رصدت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري خلال الأيام الأخيرة التناول الإعلامي للحادثة الارهابية التي جدت بأحد النزل بسوسة .
ولاحظت الهيئة تطورا في الاداء الاعلامي في تغطية مثل هذه الاحداث الأليمة لكن و بالرغم من الجهود التي بذلتها وسائل الإعلام السمعية والبصرية الوطنية سواء كانت خاصة او عمومية في تقديم المعلومة للمواطنين الا انها ارتكبت بالأساس عددا من الاخلالات المهنية و التي سبق و ان نبهت اليها الهيئة في احداث مماثلة والتي تمثلت في ما يلي:
اتخاذ بعض الاعلاميين مواقف تميزت بالتشنج في حين وجب التحلي بالمهنية وضبط النفس والتعامل بعقلانية ومسؤولية مع مثل هذه القضايا و تجنب بث خطابات التحريض.
بث مشاهد صادمة والحال أنه كان من الواجب وضع العلامات الدالة لحماية الأطفال والفئات الهشة و التقليص من مثل هذه المشاهد والاقتصار على ما هو ضروري لضمان حق المواطن في المعلومة .
وتجدد الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري التأكيد على أن حرية التعبير والصحافة تشكل أحد الثوابت في محاربة الارهاب وتذكر أن هذه الظاهرة تفشت أكثر عندما انعدمت الحريات وقل الالتزام بمبادئ حقوق الانسان وعلى هذا الأساس تدعو الهيئة الى التمسك بالمهنية من حيث تقديم المعلومات الصحيحة والدقيقة والتحلي بأخلاقيات المهنة . و تؤكد الهيئة على ضرورة ان تضع المنشآت السمعية والبصرية سياسة تحريرية واضحة خاصة بفترة الازمات من شأنها مساعدة الاعلاميين على الالتزام بالضوابط المهنية وذلك حفاظا على هذا المكسب الذي تحقق بعد الثورة وتأصيلا لهذا الدور الذي يجب أن يلعبه الاعلام خلال الأزمات.
و تنبه الهيئة الى ضرورة عدم الوقوع في فخ الاستراتيجية الاتصالية للارهابيين الهادفة الى خوض حرب دعائية ونفسية واعلامية وكسب تفهم الناس وتعاطفهم وترويع واحباط المواطنين لذلك من الواجب التعامل بمهنية مع القضايا المتعلقة بالارهاب وتجنب الاثارة.