ظهرت سجى الدليمي طليقة زعيم “داعش” أبي بكر البغدادي أمام الصحافيين وهيئة المحكمة العسكرية الدائمة في بيروت.
السجينة الأكثر شهرة بين الموقوفات في السجون اللبنانية منذ عقود طويلة، سيقت إلى المحكمة قبل موعد انعقاد جلستها. بقيت في ردهة خلفية، حتى أتى أحد العسكريين ليهمس في أذن رئيس المحكمة العميد خليل إبراهيم، فيقرر الأخير إدخالها بعد نحو خمس دقائق بحسب صحيفة “السفير”.
نادى “الجنرال”: سجى الدليمي، ففتح الباب المخصّص لإدخال الموقوفين وتنحى العسكريان المولجان جانباً، لتخرج امرأة ترتدي عباءة سوداء مطرّزة باللون الذهبي على أطرافها، فظهر وجهها الشاحب وكادت تجرّ نفسها حتى تصل إلى قوس المحكمة، وهي تحمل بيدها اليسرى طفلها الرضيع (عمره أقلّ من شهر) بملامحه الجميلة، لتكون بذلك أوّل امرأة تقف تحت قوس “العسكريّة” وبيدها طفل حديث الولادة.
وبلهجتها العراقيّة حاولت “ام عمر” أن تنفض يديها الاثنتين من طليقها أبو بكر البغدادي. واستطاعت في كلّ مرّة تُسأل عنه أن تقفز عن الأسئلة التي وجهها لها رئيس المحكمة.. باحتراف.
قالت بصوتٍ متهدج يكاد يُسمع وهي تتحدّث على الميكروفون المخصّص للمستجوبين، إنّها لم تتزوّج “الخليفة”، ولكنّها تزوّجت شخصاً عراقياً يدعى هشام محمّد لمدّة شهر واحد قبل أن يتطلّقا وتنجب منه ابنتها هاجر. وبالرغم من ذلك، فإنّها لم تنكر أنّ الرجل الذي يظهر على التلفزيون باسم “البغدادي” هو نفسه ذاك الرجل الذي تزوّجته منذ سنوات “ولكن لم يكن اسمه أبو بكر، ولم تكن الأوضاع مثلما كانت عليه منذ ست سنوات”.
حاولت الموقوفة أن تستعطف هيئة المحكمة. استدارت إلى الهيئة وهي تمسح الدموع عن خديها، سائلة: “ما ذنبي، وما ذنب ابنتي وأولادي الثلاثة الآخرين الذين يمكثون معي منذ 8 أشهر تحت الأرض، وممنوعة عنا الزيارات والاتصالات، بالإضافة إلى أنني لا أعرف أي شخص هنا في لبنان لتكليف محامٍ، وذلك بعدما تركت العراق وسوريا؟”، مضيفةً: “أنا لم أفعل أي شيء، سوى دخول لبنان خلسة”.