الدراما التونسية 2015 بين الجمالية والمضمون

culture

الدراما التلفزية التونسية تكرس استراتيجية نوعية لترويج مضامين ومبادى بديلة عن التى نعيشها فى الواقع المجتمعى الراهن وهو ما ساهم فى اقحام المشاهد فى حالة اغتراب وصدمة وتساول حول حقيقة قضايا واقعه ومعيشه اليومى ذلك ما أجمع عليه المشاركون فى اللقاء الذى نظمته جمعية منتدى الجاحظ فى سهرة أمس الثلاثاء بالعاصمة حول موضوع الدراما التونسية بين الجمالية والمضمون .

الحاضرون فى هذه المناسبة التى تغيب عنها مجموعة من المنخرطين فى المجال الدرامى الذين وجهت لهم الدعوة للمشاركة والتفاعل مع اراء الحاضرين على غرار عدنان خضر منتج ورئيس مدير عام التلفزة التونسية سابقا وحسين محنوش كاتب سيناريو وكاتب والممثل فتحى الهداوى عبروا عن استيائهم من التطعيم المبالغ للصناعة الدرامية بكل أشكال العنف المادى واللفظى والنفسى فضلا عن تقديمهم لصورة مسيئة للمرأة التونسية.

وتساءل بعض المشاركين فى هذا الصدد عن نوعية الحالة النفسية والشعورية التى يعيشها كتاب السيناريو خلال عملية ابداعهم لينتجوا نصوصا وحوارات تتعسف على الواقع وعلى المشاهد الذى هو بدوره جزء من الواقع لاستنباط نوع من رضاعة التسلية حسب تعبيرهم التى تغوى وتغرى الشباب وباقى الفئات العمرية.

واعتبر اخرون أن الدراما التلفزية وان كانت عملا ابداعيا يرقى بالذائقة العامة الا أن الخطاب الدرامى والمشهدية الصادمة التى تبث اليوم على القنوات التونسية العمومية والخاصة خلال شهر رمضان المعظم سيساهم فى تدنى الذائقة العامة بل وبث معانى العدوانية والعنف والتمييز الطبقى نظرا للسيناريوهات والمشاهد المشحونة بالقساوة البشرية والانفعال الادائى واللفظى.

وتجدر الاشارة أن الانتاجات الدرامية لهذا الموسم الرمضانى أثارت مواقف متباينة بين النقاد والمختصين فى هذا المجال وبين المشاهدين حول مدى جرأتها فى تناولها لمواضيع مسكوت عنها مثل الفساد السياسى والدعارة والاختراقات الامنية بطريقة فاضحة وصادمة اقتحمت بيوت العائلات التونسية نظرا لتعطشها لمتابعة الاعمال المحلية مثل كل سنة من شهر رمضان.

ولئن انتقلت الصناعة الدرامية التونسية اليوم الى نسق متطور من حيث الاداء والاخراج والاختيارات النصية والتنويعات الكمية الا أنها دخلت سباقا تمثيليا تعطى فيه الاولوية للابتذال والجرأة السلبية التى لا تراهن على تطوير العملية الابداعية والمستوى الدرامى بقدر مراهنتها على الاستفزاز النفسى للمشاهد واغرائه لتحقيق نسب مشاهدة عالية وسط منافسة شرسة بين القنوات العمومية والخاصة.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.