من المنتظر أن يمثل رئيس قسم الإسعاف الطبي الاستعجالي بسوسة،نجيب القروي بعد غد الأربعاء 12 أوت 2015 أمام مجلس التأديب بوزارة الصحة وذلك على خلفية رفضه تنفيذ أمر من وزير الصحة باخلاء كامل ولاية سوسة من أي وسيلة إسعاف (بدون استثناء طبية و غير طبية) لمدة ساعات طويلة يوم 26 جوان على إثر عملية سوسة الإرهابية وذلك لتسخيرها في نقل جثث السياح والمصابين.
وقد نشر القروي تعليق على صفحته ىالرسمية على الفيسبوك يتحدث فيه عن مثوله أمام مجلس التأديب والتهم الموجهة اليه وفي ما يلي نص الكامل للتعليق..
“التأديب 12 أوت: لا تنقصه إلاّ تهمة “التخابر مع حماس”
أَمثُل بمشيئة الله يوم الإربعاء 12 أوت 2015 العاشرة صباحا أمام مجلس تأديب وزارة الصحة على إثر رفضي تنفيذ أمر من السيد الوزير الصحة يدعوني إلى إخلاء كامل ولاية سوسة من أي وسيلة إسعاف (بدون استثناء طبية و غير طبية) لمدة ساعات طويلة ، يوم 26 جوان على إثر عملية إرهابية من المفروض أن نعزّز بعدها إمكانياتنا و حالة التأهّب . و الغرض هو استعمال هذه الوسائل الطبية (فيما يعنيني) لنقل جثث إلى العاصمة .
رفضت هذا الأمر بصفتي طبيب مسؤول و كنت آنذاك في طور ممارستي الطبية أعمل تحت طائلة القانون و خاصة “مجلة واجبات الطبيب” التي تنص خاصة في فصلها 11 على أنه “لا يمكن للطبيب أن يتنازل عن استقلاله المھني في أي صورة من الصور” و التي وقع توضيحھا أكثر في الباب الرابع بالنسبة للأطباء المؤجّرين حيث ينص الفصل 75 على أنه “في صورة وجود عقد أو نظام أساسي يربط طبيب مباشر لمھنته بإحدى الإدارات أو الجماعات أو أي ھيئة عمومية أو خاصة فإن ذلك لا ينقص في شيء من واجباته المھنية و خاصة التي تتعلق بالسر المھني و استقلالية قراره.كما لا يسمح له في أي حال من الأحوال قبول أي تحديد لاستقلاليته المھنية من قبل المنشأة أو الھيئة التي تشغله. و يجب عليه أن يعطي الأولوية خلال قيامه بنشاطه لفائدة الأشخاص الذين يفحصھم ” . و في طب الاستعجالي فإن “الأشخاص الذين يفحصهم الطبيب” غير معلومين حتى اللحظة التي يقع فيها الحادث أو الأزمة المفاجئة أو الهجوم الإرهابي أو الكارثة . و بالتالي فإن هذه الأولوية تصبح هنا في الحفاظ على الامكانيات الموضوعة لغرض إسعاف هؤلاء “المرضى أو الجرحى الفجئيين”. و لا تتقدّم عليهم أي “أولوية” أخرى يمكن أن تُعالج بطرق أخرى .
و أمام تهاوى هذه التهمة ارتأت الإدارة أن “تطعّم” أسباب الإحالة بعناصر لاحقة زمنيا لقرار الإحالة (انظر الصور) بتهم “تعبير” و هي “تعمّد التشهير يرئيس الإدارة” بينما أصبحت قضية رأي عام و ربما كان مُنتظرا منّي أن أصمت و أستكين و أطأطأ الرأس احتراما لرئيس الإدارة الذي عامل أستاذ في الطب رئيس قسم استشفائي جامعي و رائد في اختصاص “طب الاستعجالي و الطوارئ” كعامل فلاحي يومي قرّر فجأة الاستغناء عن خدماته . و تهمة أخرى غريبة أنتظر موعد المجلس لأفهم فحواها و هي “استقبال قناة تلفزية” أجنبية في حين كانت كل قنوات العالم تصول و تجول في مستشفياتنا و شوارعنا و نزلنا و تستجوب و تبث . و كان جُرمي أنني وُجدت في القسم لمّا قدِموا لاجرلء “ريبورتاج” عن عمل قسم الاسعاف أثناء العملية الارهابية .
و لم تغب عن التهم إلاّ تهمة “التخابر مع حماس” و الحمد لله أنهم لم يتمعّنوا جيّدا في حائطي الفايسبوكي و إلاّ لربّما خامرت الفكرة بعض مستشاري السيد الوزير الذي لا تخجلهم و لا تثنيهم غباوة و لا حماقة عن تصفية حسابات شخصية هابطة .
و لله في خلقه شؤون …”