انطلق اليوم ببادرة من احدى المدارس الابتدائية الخاصة بجندوبة مركز مختص فى صعوبات واضطرابات التعلم فى تشخيص الحالات التى ستدرس بهذا المركز بعرضها على أطباء مختصين وذلك قبل انطلاق نشاطه مع العودة المدرسية.
ويعتبرالمركز الوحيد باقليمى الشمال والوسط الغربيين المختص فى هذاالمجال وفق ماأكده لمراسل عدد من الاطباء المختصين فى علم النفس التربوى وعلم النفس الاجتماعى وتأهيل الاشخاص المعاقين والعاملين فى وحدة التأهيل بالمستشفى الجهوى بجندوبة والداعمين لبعث هذا المركز.
وستشمل خدمات هذا المركز الاطفال الذين يعانون صعوبات فى القراءة والكتابة والرسم وصعوبات فى الحفظ وصعوبات فى الفهم والتركيز والادراك كما سيهتم بتطوير الذكاء وتنمية المهارات حسب ما جاء فى اللائحة التعريفية التى أصدرتها المدرسة.
وفى تصريح اليوم لمراسل أكد الدكتور سامى الحركاتى المختص فى علم النفس الاكلينيكى المرضى بالمستشفى الجهوى بجندوبة أن البرنامج سيشمل الاطفال الصغار الذين هم فى مرحلة التمدرس ولديهم ذكاء عادى وصعوبات خصوصية فى التعلم على غرار الفهم وعدم القدرة على القراءة المسترسلة والنطق بسلاسة والكتابة شريطة أن يكونوا على درجة معينة من الذكاء حسب تعبيره مضيفا أن مبادرة أحد المستثمرين فى قطاع التعليم الابتدائى بالجهة لبعث مثل هذه الموسسة ضرورة من ضرورات التعلم لشريحة واسعة ومهمشة من تلامذة المدارس الابتدائية بجندوبة وبقية مدارس ولايات الشمال الغربى.
من ناحيتهااعتبرت الدكتورة رجاء الكلاعى طبيبة مختصة فى تأهيل الاشخاص المعاقين بالوحدة الجهوى ة للتأهيل بجندوب ةأن المركز سيشكل دعما بسيكولوجيا للاطفال الذين لم يفهمهم المجتمع وأصبح ينعتهم بنعوت زادتهم عزلة وتعقيدا بحسب تقييمها موضحة أن صعوبات التعلم تمثل خللا دماغيا يصيب الطفل وأن بوادره تظهر فى سن السابعة من العمر وقد يصيب النطق أو الكتابة أو القراءة أو غيرهامن أشكال التعلم وأن طريقة معالجته لدى الاولياء عادة ما تكون الالتجاء الى الدروس الخصوصية لتعويض ما يعتبرونه نقصا دون أن يتفطنوا الى أن ذلك الخلل وعدم معالجته عادة ما تنتهى بالتلميذ اما الى الاخفاق المدرسى أو الى تأثيرات نفسية سلبية الدولة.
وأضافت أن الدولة بادرت سنة 2008 بفتح أربعة مراكز أحدهم فى جندوبة الا أن غياب المختصين حال دون أداء مهمته وارتقائها الى معالجة حقيقة للاطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم وهم كثر حسب تقديرها.
فى سياق متصل ذكرت منيرة العبيدى والدة طفل فى التاسعة من عمره أن ابنها يعانى صعوبة فى النطق ولكن هذه الصعوبة تم اكتشافها من طرف معلمته التى أشارت على بما يجب فعله ومع التجائى الى طبيب مختص بالجهة بدأت الحظ تغيرات ايجابية ولولا تلك المعلمة لضاع ابنى وتعكرت صحته بحسب تأكيدها.
بدوره أوضح مدير المدرسة رضا الدريسى أن فكرة بعث المركز جاءت نتيجة ادراك عدد من المعلمين أن تلاميذ يملكون طاقات هائلة قادرة على تحقيق نتائج مرموقة فى عدد من المدارس لولا صعوبات فى النطق أو فى الكتابة أو فى القراءة أو الفهم مضيفاأن الموسسة ارتأت منذ هذه الصائفة تدريب ثلة من المربين واخضاعهم لتكوين خاص استمر شهرين وأصبح بالامكان التعويل عليهم على أن تظل الاستعانة بأطباء مختصين من الامور الضرورية باعتبارهم القادرين على فتح شفرات غامضة أحيانا تتعلق بشخصيات بعض الاطفال وربماالاولياء على حد تعبيره.