أثار موضوع عودة المقاتلين التائبين العائدين من سوريا ضجة كبيرة داخل المجتمع الذي اتهم أعضاء الحكومة التونسية بتبييض الارهاب ودعمه وتعتبر حركة النهضة من أبرز المساندين لهذا القرار.
وقال الغنوشي في حوار مع موقع “مراسلون” أن مسألة عودة المقاتلين التونسيين من بؤر الارهاب أمر يحتاج إلى استراتيجية عامة تضعها الدولة لاحتواء ظاهرة الإرهاب على نحو يعتبر هذه الظاهرة معقدة ولا يجب أن يضطلع بها جهاز واحد وهو جهاز الأمن والقضاء، بل يجب وضع استراتيجية تشمل التنمية والحوار الفكري الديني الذي يقوم به علماء مؤهلون حتى تعالج هذه الظاهرة.
وبين الغنوشي أن العلاج الأمني،لن يتمكن من القضاء على الارهاب مشيرا الى ان القبض على آلاف من هؤلاء والزج بهم في السجون ليس الحل المناسب لأن ما سيحصل هو أن السجون ستصبح مجال استقطاب ومجال ترسيخ لهذه الأفكار السوداوية وسيصبح وراءهم آلاف من البشر ومن العائلات التي ستتعاطف معهم، وهذه قصة حركة النهضة التي سجن عشرات الآلاف منها فتعاطفت معهم عائلاتهم وها هي في الحكم اليوم.
وقال الغنوشي “إذا أردنا أن تكون “داعش” في الحكم بعد عشر أو عشرين سنة فلنستمر في اعتماد نفس المعالجة الأمنية.
وشدد في السياق ذاته على أن الحوار ركيزة أساسية لمعالجة ظاهرة الإرهاب مشيرا الى وجود تجارب أخرى ناجحة مثل ما حصل في المغرب الذي ابتلي بهذه الظاهرة وعالجها بمحاورة هؤلاء الشباب وتمكن من إقناعهم بأن تصوراتهم الدينية ليست صحيحة وأن الاسلام ليس قتلا واضطهادا للمرأة وإنما عدل ومساواة.
وأضاف الغنوشي ان تجربة الحوار ليست من التجارب الجديدة ونما هي تجربة عظيمة تفند القول بأن الإرهاب لا يعالج إلا بالسجون على حد قوله.