احتفلت الجالية التونسية المقيمة فى العاصمة الفرنسية باريس اليوم الخميس على غرار كل المسلمين فى العالم بعيد الاضحى المبارك.
وتختلف أجواء العيد فى باريس تماما عن الاجواء فى تونس اذ بغض النظر عن المساجد التى تعج منذ الصباح الباكر بالمسلمين الذين يودون الصلاة فان يوم العيد يمر عاديا كباقى أيام السنة خصوصا وأنه لم يتزامن هذه السنة مع عطلة نهاية الاسبوع.
ويبقى التوفيق بين الالتزام بما تنص عليه النصوص الدينية فى ما يتعلق بذبح الاضاحى من جهة واحترام القوانين التى يفرضها البلد المضيف من جهة أخرى مسالة صعبة على العديد من التونسيين المقيمين ببارس وخاصة ما يهم ذبح الاضحية ونقلها خارج المذابح المعدة لذلك بما أن تشريعات البلد تمنع ذلك منعا باتا.
ويعمل عديد التونسيين على اقتناء الاضحية من الضيعات التى تبعد عديد الكيلومترات عن أماكن اقامتهم قبل أسابيع من موعد العيد اذ أنه من الضرورى اختيار الاضحية مبكرا وحجزها فى انتظار اليوم الموعود لاستلامها مذبوحة فى الوقت الذى يحدده صاحب الضيعة.
ويكون هذا الوقت عادة بعد منتصف نهار العيد بالنظر الى أن القانون الفرنسى يمنع على الاشخاص نقل الخرفان الحية فى سياراتهم الخاصة ويعاقب كل مخالف بالسجن مدة ستة أشهر.
لقد دأبنا سنويا على ذبح الاضحية بالمنزل العائلى عملا بالتقاليد والسنة الحميدة هكذا قالت لنا صفاء أستاذة التعليم الثانوى بمعهد كائن بالضاحية الجنوبية بباريس وتابعت قائلة بالرغم من وعينا بالعقوبة التى يمكن أن تسلط علينا وبالمسوولية القانونية الا أننا نحسن التصرف ونقوم بما يلزم حتى لا نزعج جيراننا ونستطيع بذلك ممارسة عاداتنا وتقاليدنا دون مشاكل
وأضافت صفاء كافة أفراد العائلة يلتقون فى منزل شقيقتى لتناول اللحم المشوى فى الحديقة أين تتقاسم النسوة المهام بينهن وتحرصن على اعداد الاكلات التقليدية كالعصبان وأطباق أخرى فى ما يخصص المساء لتبادل الزيارات مع الاقارب والاصدقاء .
أما السيدة الطرابلسى فهى تخير الالتزام بما تنص عليه القوانين الفرنسية اذ تتولى اقتناء الاضحية مبكرا من أقرب ضيعة محاذية لمكان اقامتها.
وقد قالت لنا اختار سنويا الاضحية من مزرعة قريبة من مقر اقامتى وأدفع الثمن مسبقا وأعود حسب الموعد الذى يحدده لى صاحب الضيعة كى أتسلم الخروف مباشرة اثر ذبحه.
وتعتبر الكثير من الاسر التونسية يوم عيد الاضحى حدثا مهما وتحرص رغم الظروف الصعبة أحيانا على الاحتفاء به كما ينبغى لانها ترى فى الاحتفال به تعبيرا عن التمسك بهويتها وبدينها وفرصة لاحياء عادات وتقاليد تقربها من بلادها وتنسيها ولو الى حين قساوة الغربة والبعد عن الوطن.