انتقد عدد كبير من مستعملى القطارات الرابطة بين تونس العاصمة وعدد من مدن ولايتى باجة وجندوبة تردى وضع القطارات الناقلة للمسافرين عبر الخط الحديدى تونس غار الدماء وما تسببه من هدر للوقت وسوء للخدمات المقدمة بالاضافة الى ما تمثله من خطر على سلامتهم.
وفى تصريح ل أكد محمد فرحات الكحيلى 78 سنة قاطن ببرج السدرية من ولاية بن عروس الذى كان بصدد زيارة أقاربه بمنطقة الدخايلية بمعتمدية وادى مليز ولاية جندوبة أن القطار كثيرا ما يتوقف ولفترة طويلة يمكن ان تتجاوز الساعة بمحطة واحدة ومن ثمة بالساعات عبر كامل المسافة واضاف انه يتمنى على الاقل أن يعرف سبب توقف القطار فى اشارة الى عدم تقديم أعوان الشركة لاى اعلام حول السبب.
ومن جهته شبه علاء اليعقوبى 25 عام ويعمل باحدى الشركات فى ولاية منوبة سفرته بالقطار بتلك التى يشاهدها فى المسلسلات لاسيما من حيث ضغط عدد المسافرين وبطى سرعة القطار وسوء خدماته مضيفا القول ان الدخان الذى ينبعث من القطار يصل أحيانا الى المسافرين ويدفعهم فى اغلب الاحيان الى البحث عن عربة أخرى لا توفر لهم بالضرورة الراحة.
وغير بعيد عما ذهب اليه علاء اعربت سامية الشوشانى 32 سنة موظفة باحدى الشركات الاجنبية فى ولاية بن عروس وتستعمل فى سفراتها القطار من والى مدينة بوسالم عن املها فى أن تسجل ولو مرة واحدة التزام القطار بالتوقيت المعلن فى لوائحه المعلقة فى قاعات الانتظار وان يصل فى الاوقات المعلنة كذلك.
واضافت ان اليوم الذى تقرر الذهاب فيه من والى مدينتها بوسالم تعتبره يوم سفر رغم أن المسافة ليست بالطويلة مشيرة الى تردى وضع نوافذ القطار التى هشم بعضها والابواب التى لا تقفل بسبب الصدأ .
ونفس الامر بالنسبة لنبيل الكوكى 26 سنة طالب فهو يتنقل بشكل شبه يومى من والى مدينة باجة عبر القطار ورغم قصر المسافة فان رحلته وفى ظل ظروف يصفها ب المتعبة ترهقه وتحرمه من مجرد الابحار عبر شبكة الانترنت فلا سعة التدفق ثابتة ولا وجود لكرسى يحترم حق المسافر الذى سدد ثمن تذكرته وظل واقفا وسط زحام تتلاحم فيه الاجساد ويتعالى فيه شجار الراكبين الواقفين حسب توصيفه ناهيك عما يسببه له ذلك من تأخير فى الوصول على مواعيده الدراسية باحدى كليات جامعة تونس.
أما أكرم الستيتى 35 سنة أستاذ بمدينة غار الدماء من مستعملى القطار للذهاب الى العاصمة فاعرب عن تمنياته بان يصل القطار ولو ليوم واحد فى التوقيت المبرمج له وان ينطلق فى التوقيت المحدد له ايضا .
واضاف ان عدد الواقفين يصل فى اخر أيام الاسبوع وبداياته وفى المناسبات أضعاف الجالسين فضلا على ان أبواب القطار التى تظل مفتوحة تشكل خطرا حقيقيا على المسافرين وخاصة الاطفال الذين يضطرون فى فترات الحر وفى غياب المكيفات الى التوقف عند الابواب بحثا عن هواء يلطف ما أصابهم من ارتفاع فى درجات الحرارة .
من جهة أخرى ترى هندة العيادى 45 سنة أن السماح بالتدخين داخل العربات أمر ينغص راحة المسافرين كما أن استعمال الهواتف الجوالة بأصوات عالية للاستماع الى أغانى مختلفة ومتعددة فى اغلبها لا تتماشى مع ذوق المسافرين والدخول فى نقاشات بصوت مرتفع فى نظرها عامل من العوامل المعكرة لراحة المسافرين خلال رحلتهم ذهابا او ايابا الى مدينة جندوبة معبرة عن استغرابها من عدم تدخل أى عون من أعوان الشركة للحد من تلك الظواهر رغم ما يتمتعون به من صلوحيات وقوانين.
واشار بعض المسافرين الى الاوساخ المنتشرة داخل العربات والى الحاويات المعطبة والتى تم اقتلاع بعضها مطالبين بضرورة ان تحسن الشركة من خدماتها وان تولى وزارة النقل خصوصا والحكومة عموما ما يستحقه الالاف من مستعملى القطار وان يتم التدخل للحد من ظاهرة التاخير فى مواعيد القطارات وتخفيف معاناة المسافرين