اعتبر رئيس الجمهورية الباجى قائد السبسى أن تونس تعد اليوم البلد الوحيد الذى يتحمل المخاطر التى يمثلها تنظيم داعش وغيره من التنظيمات المتشددة على الحدود الليبية موكدا أنه من واجبه حماية البلاد من هذه المخاطر بكل الوسائل بما فى ذلك الدخول فى تحالفات مع أى دولة من الدول من أجل أن تكون تونس فى مأمن من تلك التنظيمات المتطرفة..
وأوضح قائد السبسى فى حديث لوكالة أنباء الشرق الاوسط على هامش زيارته الرسمية الى القاهرة يومى الاحد والاثنين 4 و5 أكتوبر الجارى أنه تطرق فى محادثاته مع الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى الى كافة المواضيع ذات الاهتمام المشترك وخصوصا الاوضاع التى تهم جيراننا فى ليبيا والاخطار التى يمثلها تنظيم داعش الارهابى على ليبيا وتونس وأيضا مصر.
وردا على سوال حول الارهاب وعما اذا كان تنظيم داعش صناعة غربية أم أنه خرج من عباءة القاعدة قال رئيس الجمهورية ان الدول الغربية تتحمل مسوولية فى ظهور هذا التنظيم المتشدد على الساحة العربية والاقليمية وفى الاوضاع بكل من العراق وسوريا وافغانستان متهما الغرب بالفشل فى حل قضايا هذه البلدان.
وأضاف قوله نحن الان نعانى من تبعات ذلك الفشل .
وحذر قائد السبسى من أن أى مشكلة تطول فيها فترة التوصل الى حل تخلق تنظيمات كداعش وغيرها معتبرا أن معاملة الغرب حتى الان لهذا التنظيم المتشدد غير مفيدة،وأشار فى هذا الصدد الى مثال ليبيا اذ بعد أن كان هذا التنظيم يسيطر فقط على درنة أصبح الان فى سرت وله نفوذ على منطقة شاسعة تقترب من 220 كلم على البحر وكان من نتاج ذلك أن اقترب من حدود تونس وأضحى يمثل خطرا بالنسبة لنا كتونسيين ..
وبخصوص سبل الخروج من المأزق الذى تواجهه ليبيا حاليا توجه رئيس الجمهورية الى الفرقاء الليبيين بالقول ان من مصلحتكم التعاون والجلوس معا على طاولة المفاوضات والعمل سويا مشيرا الى أنه قام بالاتصال بجميع الاطراف بمن فيهم الاسلاميون فى هذا البلد وان المشكلة تكمن فى أن كل طرف يعتقد أن لديه الحل فقط دون غيره وهذا موقف خاطى وفق ما نقلته وكالة أنباء الشرق الاوسط فى نشرتها اليوم الاثنين.
وحذر قائد السبسى من أن النتيجة فى حال عدم جلوس الفرقاء الى طاولة المفاوضات واعلاء المصلحة الوطنية العليا وتشكيل حكومة وحدة وطنية ستكون انزلاق ليبيا فى مستنقع التدخل الاجنبى والذى وصفه ب الكارثة على ليبيا .
كما تطرق رئيس الجمهورية فى هذا الحديث الى الافاق الايجابية لتطوير العلاقات التونسية المصرية والى الاوضاع فى سوريا والدور الروسى والايرانى فى المنطقة وكذلك الى الانتهاكات الاسرائيلية للمقدسات الاسلامية فى القدس.
وأكد فى هذا الصدد ضرورة أن يوحد العرب موقفهم وأن يوحد الفلسطينيون صفوفهم أيضا،وذكر بأن تونس كانت طالبت باقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من جوان 1967 وعاصمتها القدس الشرقية مشددا على ضرورة التمسك بهذا الموقف وعدم التراجع عنه