احتضن فضاء سينما اميلكار بالمنار صباح اليوم الثلاثاء العرض الاول للفيلم المالطى سيمشار بطولة الممثل التونسى لطفى العبدلى واخراج السينمائية المالطية ريبيكا كريمونا.
ويروى هذا الفلم وهو اول عمل سينمائى مالطى طويل وقائع حادثة حقيقية هزت سنة 2008 الراى العام المالطى والاوروبى وتتمثل فى غرق قارب صيد صغير سيمشار على متنه اربعة اشخاص سيمون لطفى العبدلى ووالده كارمينو جيمى بوسيتيل وابنه تيو ادريان فاروجيا ومساعده على المركب موسى سيكوبادوكور لم ينج منهم الا سيمون.
هذه الحادثة الحقيقية كانت منطلقا للمخرجة المالطية ريبيكا كرموناالتى بحثت عن الناجى الوحيد سيمون واعادت معه تركيب وقائع الحادثة لتحولها الى عمل سينمائى ارادت من خلاله تناول ماسى الهجرة السرية و مهازل القوانين الدولية التى تجرم انقاذ المهاجرين السريين مما يدفع بعديد البواخر والسفن الى تجاهل نداءات الاغاثة وفق تقدير الممثل لطفى العبدلى.
الحادثة تزامنت مع كارثة اخرى كانت الحدود البحرية بين الارخبيل المالطى وجزيرة لمبدوزا الايطالية مسرحا لها وتتمثل فى انقاذ مجموعة من المهاجرين السريين من قبل سفينة ايطالية لتتبادل السلطات المالطية والايطالية على اثرها التهم حول مسوولية غرق مراكب الموت ومراقبة الحدود ومقاومة مراكب المهاجرين السريين الوافدة اساسا من دول جنوب المتوسط.
وتدرجت المخرجة باحداث الفيلم من مشاهد الحياة اليومية والبسيطة فى قرية الصيادين مارسيلو التى تحولت الى محطة وصول لقوارب الموت الى نقل جوانب عديدة من معاناة المهاجرين فى المخيمات ورفض بعض الاهالى لتواجدهم بقريتهم وصولا الى مشاهد الكر والفر بين الصيادين وقوات حرس الحدود بشبهة ضلوعهم فى تقديم المساعدة للمهاجرين السريين.
وبلغت احداث الفيلم ذروتها المشهدية حين تعمدت المخرجة نقل التفاصيل الدقيقة لمعاناة طاقم مركب سيمشار ومصارعتهم للموت بعد نشوب حريق على متنه ادى الى غرقه بالكامل ليبدأ فصل مولم من احداث الفيلم انتهى بوفاة والد سيمون كارمان وابنه تيو ومساعدة موسى.
نقل المخرجة ريبيكا كريمونا لتداخل وقائع الحادثتين اتسم بالكثير من الجمالية والحرفية زادها الاداء المميز للمثل لطفى العبدلى وكذلك الموسيقى المصاحبة للفيلم ابعادا ودلالات رمزية موثرة ومعبرة.
يذكر ان فيلم سيمشار هو انتاج مالطى بريطانى وقد حاز الى حد الان على ستة جوائز دولية ويبدأ عرضه للعموم بداية من يوم 28 اكتوبر الجارى فى عدد من قاعات تونس العاصمة وبنزرت.
ومن المنتظر ان يشارك الفيلم فى الدورة المقبلة لايام قرطاج السينمائية.