يعانى أكثر من 300 الف شخص فى تونس وقرابة 125 مليون شخص حول العالم من مرض الصدفية وهو ليس مجرد مرض جلدى فحسب بل هو مرض عضوى مزمن وغير معد يستوجب مراقبة طبية منتظمة.
ويسبب مرض الصدفية التهاب الجلد وظهور بقع حمراء تغطيها قشور فضية مثل الصدف ومن هنا تعود تسميته بالصدفية كما يخلف لدى عديد المصابين به الاما بالمفاصل وكذلك تورمات فى الاصابع والركبتين أو العمود الفقرى مع امكانية جعل بعض الحالات أكثر عرضة للاصابة بارتفاع ضغط الدم ومرض السكرى وغيرها من الامراض المزمنة.
ولم تتوصل الابحاث الطبية رغم كثرتها الى تحديد أسباب الاصابة بالصدفية التى لا ترتبط بسن معينة لكن يعتقد أن العامل الوراثى والاضطرابات فى المناعة يلعبان دورا هاما فى ظهور هذا المرض الى جانب التوترات النفسية التى من الممكن أن تودى الى الاصابة به.
وبمناسبة مشاركة تونس فى فعاليات الاحتفال باليوم العالمى لمرض الصدفية الموافق للتاسع والعشرين أكتوبر من كل سنة تنظم الجمعية التونسية لاطباء الامراض الجلدية والتناسلية يوم غد الخميس يوما تحسيسيا حول مرض الصدفية تحت شعار الصدفية دواها بين ايديك متخليهاش تأثر فيك .
وأبرزت الجمعية فى بلاغ صحفى أصدرته بالمناسبة الحرص على أن تكون هذه التظاهرة مناسبة لتحديد تعريف مرض الصدفية ومسبباته ومضاعفاته وطرق علاجه الى جانب تصحيح عديد المعلومات الخاطئة عن هذا المرض وطرق التعامل معه وتحسيس الاطباء بجميع اختصاصاتهم بوجود هذا المرض وتشابهه مع عدة أمراض أخرى.
كما سيتيح هذا اليوم التحسيسى توضيح أن الصدفية لا تقتصر على المعاناة الجسدية للمريض بل تتجاوز ذلك لتوثر سلبا على نفسيته خاصة حيال ما يشعر به من نفور الاخرين مما ينجر عنه صعوبة فى ممارسة حياته وفى تقبل المريض فكرة اقناعه بأن مرضه مزمن.
وتختلف طرق علاج هذا المرض التى شهدت تطورا خلال السنوات الاخيرة حسب درجة تقدم المرض ففى حالات الاصابة البسيطة بالصدفية والتى تكون فيها المواضع المصابة أقل من نسبة 10 بالمائة من الجسم يقع اعتماد المراهم المكونة عادة من مزيج من عنصر الكورتيزون المضاد للالتهابات ومستحضر فيتامين د .
أما بالنسبة لحالات الاصابة المتقدمة فيقع اعتماد بعض الادوية من بينها الاقراص والحقن وفى حالة عدم نجاعتها يجب اللجوء الى الادوية البيولوجية الا أن كلفتها باهضة وغير مدرجة فى منظومة استرجاع المصاريف من قبل الصندوق الوطنى للتأمين عن المرض.
وتم فى ذات الاطار الاتفاق بين الجمعية التونسية لاطباء الامراض الجلدية والتناسلية وأقسام الامراض الجلدية فى المستشفيات العمومية على تنظيم كشوفات طبية خاصة بمرض الصدفية حتى يتسنى متابعة الاشخاص المصابين بهذا المرض.
وقد انطلقت هذه التجربة منذ بضعة أشهر بأقسام الامراض الجلدية بكل من المستشفيين الجامعيين بسوسة وصفاقس لتشمل قريبا باقى الاقسام فى كل من تونس والمنستير.
يشار الى أن الجمعية التونسية لاطباء الامراض الجلدية والتناسلية التى تترأسها الاستاذة حميدة التركى رئيسة قسم الامراض الجلدية بمستشفى الهادى شاكر بصفاقس تأسست فى 1 فيفرى 1980.