عاد رئيس الحكومة السابق مهدي جمعة لتصدر المشهد الإعلامي التونسي بقوة في الآونة الأخيرة وتحديدا اثر لقائه برئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في سبتمبر الماضي، حيث تواترت انباء تتحدث عن امكانية عودته لمنصبه السابق خلفا للحبيب الصيد مطلع العام المقبل، خاصة في ظل التعثر الذي تعيشه الحكومة الحالية.
وقد كشف بعض المصادر في تصريحات اعلامية عن وثيقة تؤكد أن مهدي جمعة ما زال يدير فريقه الحكومي السابق، رغم مغادرته لمنصبه قبل تسعة أشهر.
ومن جانبها نقلت صحيفة “التونسية” عن مصادر وصفتها بالمطلعة تأكيدها انه سيتم تعيين جمعة بداية من العام المقبل رئيسا للحكومة بتوافق كبير بين حزبي “نداء تونس” والنهضة، مشيرة إلى أن هذا القرار قد لا يلقى ترحيبا من قبل بعض الأطراف السياسية التي تخشى من “تغول” الرّجل ومروره لاحقا إلى قصر قرطاج عبر بوّابة القصبة (الحكومة).
ويذكر أن نادي مدريد لتحالف قيادات العالم الذي يعد اكبر منتدى لرؤساء الدول و الحكومات السابقين ،قد قرر تعيين مهدي جمعة رئيس الحكومة السابق عضوا بالمنتدى خلال دورته التي نظمت مطلع الأسبوع الجاري بمدريد ، و التي يحضرها عدد من قادة الدول الديمقراطية لتباحث موضوع التطرف و الإرهاب تحت شعار ” لا للعنف و التطرف”
و يضطلع هذا المنتدى بدور مساعدة حكام العالم في مجال القيادة الديمقراطية و الحوكمة و تجنب الأزمات .
و تعد عضوية مهدي جمعة اعترافا لتونس بنجاحها في مسارها الانتقالي الديمقراطي و تتزامن مع الذكرى الأولى للانتخابات التشريعية التي أجرتها تونس خلال السنة الفارطة و التي كان للحكومة الانتقالية دور تأمينها تجسيما لخارطة الطريق التي اقرها الحوار الوطني .
وكان رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي قد استقبل في سبتمبر الماضي بقصر قرطاج رئيس الحكومة السابق المهدي جمعة.
وتناول اللقاء الذي جمعهما الوضع العام في البلاد في ظلّ الصعوبات الاقتصادية والتحديات الأمنية وسبل تجاوزها وضرورة تكاتف كل القوى والشخصيات الوطنية لاستكمال نجاح المسار الانتقالي وتلبية مطامح التونسيين وتحقيق التنمية والنماء.