نفذ عمال عدد كبير من موسسات القطاع الخاص بصفاقس اليوم الخميس اضرابا عن العمل قبل أن يتوجهوا فى مسيرة حاشدة من مقر الاتحاد الجهوى للشغل الى مقر الولاية وذلك بعد فشل كل محاولات العودة للمفاوضات والحوار حول الزيادة فى الاجور على الصعيدين الوطنى والجهوى بين منظمتى الاعراف والشغالين.
وفى حين أجمع المسوولون النقابيون فى كلماتهم التى القوها لدى اشرافهم على التجمع العمالى أمام مقر الاتحاد بصفاقس على نجاح الاضراب بنسبة 100 بالمائة فى كل الموسسات التى أصدر الاتحاد فى شأنها برقيات اضراب والمقدر عددها ب 164 موسسة أكدت مصادر من فرع الاتحاد التونسى للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية أن نسب المشاركة فى الاضراب متفاوتة من موسسة الى أخرى.
وصرح رئيس اتحاد الصناعة والتجارة بصفاقس أنور التريكى لمراسل بأن عددا من المناطق الصناعية تعمل اليوم بشكل طبيعى على غرار المنطقة الصناعية وادى الشعبونى شأنها فى ذلك شأن غالبية المخابز ومحطات التزويد بالوقود،كما أشار الى لجوء عدد من النقابيين الى فرض الاضراب على زملائهم وفق روايته.
ومن جهته اعتبر بلقاسم العيارى الامين العام المساعد لاتحاد الشغل والذى تحول الى صفاقس رفقة عدد من الامناء المساعدين والكتاب العامين لعدد من الاتحادت الجهوية أن الحضور العمالى الضخم فى صفاقس هو تعبير عن الوضع الاجتماعى المزرى الذى أصبح لا يطاق حسب تعبيره.
ولوح العيارى بشن اضراب عام وطنى اذا لم تحقق سلسلة الاضرابات الاقليمية والجهوية التى ستلى اضراب صفاقس الزيادات التى تصون كرامة العامل نافيا أن تكون للاتحاد نية للتخريب كما يروج بقدر ما يشكل قوة اقتراح وبناء ودعم للموسسات وفق ما جاء على لسان الامين العام المساعد الذى استدرك قائلا ان الاضراب هو وسيلة نضال وضغط ولكنه ليس غاية فى حد ذاته .
وبدوره اعتبر الهادى بن جمعة الكاتب العام الجهوى للاتحاد العام التونسى للشغل بصفاقس أن الحضور الكبير للعمال فى أولى الاضرابات التى انطلقت اليوم هو صورة صادقة لاخلاص الشغالين لمنظمتهم التى تبقى عصية على كل من يسعى للنيل منها من وجهة نظره.
ونفى بن جمعة فى كلمته ما أسماه اتهامات رئيس الاتحاد الجهوى للصناعة والتجارة الصناعات التقليدية أنور التريكى بغلق الموسسات معتبرا الحضور المكثف للعمال دليلا على تلقائية انخراطهم فى الاضراب .
وأضاف أن محطات نضالية قادمة تنتظر الشغالين ولا سيما فى ما يتعلق بمراجعة التشريعات المتصلة بالقطاع الخاص وقد رفع الشغالون خلال هذه المسيرة التى تميزت بطابعها السلمى شعارات تشيد بمنظمتهم وتوكد تمسكهم من مختلف القطاعات بالحق فى الزيادة فى الاجور والحق النقابى والحق فى الاضراب.
وبالتوازى مع المسيرة والاضراب فى القطاع الخاص نفذت نقابات القطاع العمومى فى صفاقس اضرابات بساعة مساندة للشغالين فى القطاع الخاص استجابة لدعوة الهيئة الادارية للاتحاد الجهوى للشغل فى الغرض.
يذكر أنه الى جانب تضارب تصريحات المسوولين عن منظمتى الاعراف والشغالين بشأن نسبة المشاركة فى الاضراب تبادل المسوولون فى المنظمتين الاتهامات بشأن تحمل مسوولية الاضراب اذ يوكد كل طرف تمسكه بالحوار ويلقى بالمسوولية فى الوصول الى الاضراب فى الظرف الاقتصادى الصعب للبلاد للطرف المقابل.