تصدرت العملية الارهابية التى استهدفت حافلة الامن الرئاسى بشارع محمد الخامس واسفرت عن سقوط 15 شهيدا و20 جريحا اهتمامات الصحف التونسية الصادرة اليوم الاربعاء والتى جاءت عناوينها على النحو التالى الارهاب فى قلب العاصمة اول استهداف للامن الرئاسى .
المنعرج والدلالات دمانا الغوالى فداء للوطن و تونس لن تركع للارهاب 0 فقد كتبت جريدة الصحافة فى هذا الصدد ان هذه العملية توءشر الى ان الجماعات الارهابية خرجت من ارهاب الاحراش/الغابات الكثيفة/ الى ارهاب المدينة ومواقع السيادة حيث وجدت الارضية خصبة لتنفيذ ضربة موجعة فى قلب العاصمة التونسية امام تراخى موءسسات المجتمع والحقوقى وانشغال الحزب الحاكم بمعاركه حول الزعامة اضافة الى حكومة معزولة تخوض لوحدها وبتردد معركة ضد المساجد والائمة المتشددين الذين يلقون كل المساندة من قيادات حركة النهضة الشريكة فى الحكم وفق تقدير الصحيفة.
كما لاحظت فى ورقة اخرى بعنوان العمل الاستباقى اخطر ثغرات الموءسسة الامنية ان الدولة لم تدخل عمليا فى مواجهة شاملة مع الارهابيين ولم تشن حرب اجتثاث ضدهم فى كل النقاط المشتبه فيها سواء امنيا او عسكريا رغم تمرير قانون مكافحة الارهاب ورغم الصلاحيات المطلقة التى منحها القانون للقوات الامنية والعسكرية وتوفر الامكانيات المادية واللوجيستية بكثافة فى السنوات والاشهر الاخيرة.
اما صحيفة الشروق فقد علقت فى مقال بصفحتها الخامسة على هذه الحادثة بانها تمثل منعرجا غير مسبوق فى طبيعة العمليات الارهابية فى تونس باعتبارها تستهدف لاول مرة الامن الرئاسى احد اكبر الاجهزة المعروفة بحنكتها وقدرتها الفائقة مشيرة الى انه من النادر جدا ان يحصل استهداف للامن الرئاسى سواء فى الدول العربية التى عانت من الارهاب او فى بقية دول العالم.
وتحت عنوان لا بد من فلسفة جديدة ومن اجراءات خاصة لاحظ المغرب فى افتتاحيتها ان جماعات الارهاب الجهادى المعولم بصدد تنويع ضرباتها لتونس وانها قادرة على التخطيط والتنفيذ لما تعتبره عمليات نوعية وان حرب المدن التى شنتها على تونس خلال السنة الجارية بداية من باردو ثم سوسة نراها تتواصل اليوم فى تونس العاصمة.
وجاء فى بطاقة بالصفحة الثالثة لجريدة الصريح الحرب قد بدات فعليا ولا يجب ان نخدع انفسنا فلقد خسرنا منذ سنوات الاستقرار الذى كنا نتمتع به ونحقق النمو بواسطته ونعمل وننتج فى ظله مضيفة ان ضربة امس موجعة وتحمل رسائل خطيرة كثيرة وتقول اشياء واشياء وهى مستفزة لنا جميعا .
وفسرت فى مقال اخر بعنوان الصدمة ان العملية التى حصلت امس ضربة لمعنويات التونسيين قبل ان تكون استهدافا لجهاز معين فى الدولة وطرحت تساوءلا جوهريا حول مدى ادراك السياسيين لدورهم فى اعطاء الفرصة للارهاب كى يتوسع اكثر من خلال حالة الاحتقان داخل الاحزاب والتصعيد النقابى وسياسة حوار الطرشان والعميان حسب ما ورد بالصحيفة.
كما كشفت فى ورقة بصفحتها الخامسة تفاصيل الهجوم الارهابى على حافلة الامن الرئاسى ونقلت عن مصادر امنية وصفتها بالبارزة قولها انه كان بامضاء عناصر داعشية وان سيارة رباعية الدفع انزلت مجهولا يرتدى بدلة شبيهة ببدلة رسمية لاعوان الامن الرئاسى وقد نزل يجرى من اجل صعود الحافلة مضيفة ان الاعوان الذين كانوا بالحافلة اعتقدوا انه زميلهم وظنوا انه كان على عجلة من امره.
من جانبها رصدت الصباح ردود افعال المواطنين الذين كانوا متواجدين بالقرب من مكان العملية واجمعوا انهم سمعوا دوى انفجار قوى فى حدود الخامسة مساء واحسوا بارتجاج فى الارض خال بعضهم انه زلزال فيما اعتقد البعض الاخر انها العاب نارية مشيرة الى ان المواطنين الذين كانوا على عين المكان هتفوا طويلا باسم الامن والجيش ورددوا شعارات ضد الارهاب على غرار يا ارهابى يا جبان شعب تونس لا يهان 0 كما نقلت فى ورقة اخرى عن خبراء ومحللين قولهم ان العملية لم تكن مفاجئة باعتبار التهديدات الجدية التى عاشت على وقعها العاصمة خلال الايام الماضية موءكدين ان مرور الجماعات الارهابية الى مرحلة الارباك داخل المدن كان متوقعا وهو ما يحتم توحيد الصفوف وارادة سياسية لمواجهة مخططاتهم.
وفى سياق متصل نشرت الشروق ايضا تفاصيل تغلغل عناصر من مافيا التهريب والارهاب داخل عدد من من احياء العاصمة التى تحولت الى اوكار للارهابيين بعد ان كشفت التحقيقات فى الاتصال الهاتفى الذى جمع الارهابى نسيم الحفصى بشقيقته فى شارع شارل ديغول وجود عدد من المناطق الساخنة داخل العاصمة حولها الارهابيون الى اوكار يتحصنون بها.
وحاورت صحيفة التونسية امين عام التيار الشعبى زهير حمدى الذى طالب بضرورة وضع ميثاق دولى ضد الدول الراعية للارهاب واكد ان الجبهة مصرة على عدم غلق ملف اغتيال الشهيدين شكرى بلعيد ومحمد البراهمى وعلى وجود لوبيات تتموقع بالبلاد وتهدد الحياة السياسية اضافة الى اقراره بمبدا التعددية النقابية التى تعتبر حقا دستوريا مقابل تشكيكه فى المنشور الصادر عن الحكومة بتمكين بقية النقابات الاخرى من الاقتطاع من اجور الاجراء.
وفى متابعتها لمفاوضات الزيادة فى اجور القطاع الخاص اعتبرت الصحافة ان النقطة التى وصلت اليها هذه المفاوضات تاخذ ايعادا خطيرة وتشكل مقدمة لدوامة الضياع والفراغ التى دخلت فيها تونس مشيرة الى ان عمل الحكومات المتعاقبة بمنطق استمرارية الدولة كان وراء ادخال تونس فى متاهات ازمة اجتماعية تنضاف الى الازمة الاقتصادية والازمة المالية.