قدمت الممثلة والمخرجة السينمائية أنيسة داود العرض الاول لفيلمها الوثائقى الطويل امرأتنا فى السياسة والمجتمع مساء الخميس بقاعة الكليزى بالعاصمة.
ويسلط هذا الفيلم الذى يدوم100 دقيقة الضوء على دور المرأة التونسية الفاعل فى مختلف مجالات الحياة بما فيها السياسية منتقدا غياب المرأة فى الهياكل العليا للدولة والاحزاب السياسية والمنظمات النقابية رغم وجود تشريعات قانونية تحمى حقوق المرأة وحرياتها.
وأعادت مخرجة الفيلم على لسان الشخصيات المستجوبة أسباب غياب المرأة عن مراكز صنع القرار الى طغيان العقلية الذكورية بالاساس وفى هذا السياق تتحدث النائبة بمجلس نواب الشعب بشرى بالحاج حميدة وهى احدى شخصيات الفيلم عن تعيين امرأة فقط على رأس ولاية منذ الاستقلال.
كما عبرت رئيسة رابطة الناخبات التونسيات بسمة السودانى عن استغرابها الشديد من ضعف تمثيلية المرأة بالوزارات والمنظمات النقابية خاصة وأن المرأة تمثل أكثر من 50 بالمائة من جملة المنخرطين بالاتحاد العام التونسى للشغل.
هذا الشريط الوثائقى الذى استغرق تصويره قرابة السنة حاور عديد الشخصيات النسوية من ضمنها سعيدة قراش وبشرى بالحاج حميدة والقاضية كلثوم كنو المرأة الوحيدة التى سجلت ترشحها فى الانتخابات الرئاسية لسنة 2014 كما تم تصوير الشريط فى مناطق مختلفة من البلاد من بينها حى التضامن ومنزل بورقيبة وقليبية وجندوبة وأريافها حيث تم التحدث الى المرأة الريفية والوقوف عند أهم مشاغلها التى تجلت وفق الفيلم فى الفقر والخصاصة والتهميش والبطالة.
وتطرقت أنيسة داود فى العشرين دقيقة الاخيرة من الشريط الى أنواع حالات العنف المسلطة على النساء بما فيها العنف الجسدى واللفظى والمعنوى والنفسى والرمزى وهى اشارة مقصودة من المخرجة لفضح هذه الممارسات ودعوة صريحة الى الاحاطة بالمرأة وحمايتها من العنف المسلط عليها.
امرأتنا فى السياسة والمجتمع هو عنوان مستوحى من كتاب امرأتنا فى الشريعة والمجتمع للطاهر الحداد وفق ما ذكرته أنيسة داود فى تصريح ل مبينة أن الهدف واحد ومشترك وهو تدعيم مكانة المرأة فى الحياة السياسية والاجتماعية.
وحظيت النساء المشاركات فى الفيلم بتكريم من رابطة الناخبات التونسيات عقب نهاية العرض.
و رابطة الناخبات التونسيات الهيكل المنتج لهذا الفيلم هى جمعية تأسست سنة 2011 من قبل مجموعة من الناشطات فى مجالات سياسية وحقوقية ونقابية وتهدف أساسا الى تدريب قيادات شابة فى مجال التوعية على الممارسة الانتخابية وتدعيم العمل المشترك بين مختلف الفاعلين والمهتمين بمشاركة النساء فى الممارسات الانتخابية بوصفهن ناخبات ومرشحات.